قال مصدر عسكري رفيع لـ"الأناضول"، الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، اعتمد ترشيحات مجلس السيادة السوداني الجديد، متوقعاً الإعلان عنها خلال الساعات المقبلة.
أضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ لكونه غير مخول له التصريح للإعلام، أن مجلس السيادة الجديد "يتكون من 5 أشخاص من المكون العسكري و8 ممثلين لأقاليم السودان فضلاً عن شخصية نسائية".
اعتماد الترشيحات الجديدة
أردف: "تم اعتماد الترشيحات من قِبل البرهان للإعلان عنها رسمياً خلال الساعات المقبلة"، دون تحديد وقت معين.
في السياق ذاته وتزامناً مع تصريحات المصدر العسكري السوداني، ذكر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان أن محادثات أثمرت خطوطاً عريضة لاتفاق محتمل على عودة إلى تقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين، بما يشمل إعادة رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك إلى منصبه.
لكن المبعوث فولكر بيرتيس شدد على ضرورة التوصل إلى ذلك الاتفاق خلال "أيام لا أسابيع"، قبل أن يشدد الجانبان مواقفهما.
تواصل مع القيادة السودانية
سبق أن قالت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، إن مسؤولين أمريكيين يتواصلون مع القيادة العسكرية السودانية؛ لتأكيد موقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي حيال سيطرة الجيش على السلطة في البلاد مع التشديد على ضرورة استعادة حكومة انتقالية يقودها المدنيون.
خلال حديثه في إفادة صحفية، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن التقاعس عن إعادة الحكومة بقيادة المدنيين في السودان لن يؤدي إلا إلى مزيد من عزلة هذا البلد عن المجتمع الدولي.
كذلك سبق أن قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، الإثنين، إن وسطاء يأملون ظهور "ملامح" سبيل للخروج من الأزمة في السودان خلال الأيام القادمة.
أطاح الفريق أول عبد الفتاح البرهان بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل نحو أسبوع وألقى القبض على سياسيين بارزين. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص، فولكر بيرتيس، للصحفيين في نيويورك عبر الاتصال بالفيديو من السودان، إن حمدوك لا يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته.
قال بيرتيس: "يجري عدد من الأطراف حالياً مساعي وساطة متعددة في الخرطوم… نحن ندعم اثنين من تلك المساعي، ونقترح مبادرات وأفكاراً وننسق مع بعض الوسطاء".
كذلك قال: "يجري طرح حزم أكبر (من الإجراءات) للتفاوض، وهم يأملون إمكانية ظهور ملامح إحداها… في غضون اليومين القادمين". وأضاف: "هناك شعور عام بأنه ينبغي العثور على مخرج".
مواقف حمدوك
ذكر بيرتيس أنه لا يستطيع الحديث عن مطالب أو شروط أو مواقف حمدوك والبرهان، بينما يتنقل الوسطاء بين الاثنين. وقال سياسيون يشاركون في جهود الوساطة، إن الحل الوسط الرئيسي المطروح للنقاش هو اقتراح بمنح حمدوك سلطات تنفيذية كاملة وتعيين حكومة تكنوقراط.
الحديث عن الاقتراب من التفاهم المدني العسكري في السودان سبقته مطالب من جانب الرباعية الدولية للسودان، الأربعاء، بعودة الحكومة المدنية الانتقالية ومؤسساتها فوراً في هذا البلد العربي، وإنهاء حالة الطوارئ المفروضة على البلاد.
جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، نقلاً عن بيان الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية. ووفق البيان، "أكدت دول الرباعية للسودان وقوفها مع الشعب السوداني وتطلعاته نحو الديمقراطية وتحقيق السلم".
أشارت إلى أن "مظاهرات 30 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) أكدت عمق التزام الشعب السوداني بتحقيق التقدم في ما يخص المرحلة الانتقالية"، مشددة على "الاستمرار في دعم هذه الآمال". وطالبت الرباعية بـ"عودة الحكومة المدنية الانتقالية ومؤسساتها فوراً" في السودان.
كما أعربت دول الرباعية للسودان عن "مشاركتها قلق المجتمع الدولي حيال الوضع في السودان". وقالت: "نشجع إطلاق سراح كل من تم احتجازهم في ظل الأحداث الأخيرة، وإنهاء حالة الطوارئ المفروضة على البلاد".
يشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، احتجاجات وتظاهرات رفضاً لما يعتبره المعارضون "انقلاباً عسكرياً"، من جراء إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء، وإعفاء الولاة، واعتقال وزراء ومسؤولين وقيادات حزبية في البلاد.
قبلها، كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.