أكد وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تمسكه بموقفه الرافض للاستقالة من الحكومة اللبنانية، التي تتعرض لضغوط كبيرة بسبب تصريحات لقرداحي أثارت غضب السعودية وسحب سفراء من لبنان.
جاء ذلك في تصريح نقله "تلفزيون الجديد" اللبناني عن قرداحي، وقال فيه إن "استقالته من الحكومة غير واردة".
كان قرداحي قد أبدى في وقت سابق تمسكاً بموقفه، ورفض "الاعتذار" عن "آرائه الشخصية". وقال "أنا لم أخطئ في حق أحد، ولم أتهجم على أحد، فلِمَ أعتذر؟".
إلا أن تمسُّك قرداحي في منصبه من شأنه أن يعرض الحكومة اللبنانية لمزيد من الضغوط، وسط مطالبات بضرورة استقالة قرداحي لإزالة فتيل الأزمة التي اشتعلت بين بيروت ودول خليجية.
كذلك فإن تأكيد قرداحي تمسكه بمنصبه يأتي بعد يوم من قول وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن وزير الإعلام بالحكومة يدرس مقترح الاستقالة من منصبه، وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "نريد وقتا، لأن هناك تعقيدات، لكن الوزير قرداحي مدرك للمصلحة اللبنانية وكرامته نحافظ عليها".
سُئل بوحبيب عن توقيت القرار النهائي لقرداحي وقال: "ليس هناك موعد محدد، لكن نتمنى أن يكون (الأحد) هناك قرار نهائي بأي اتجاه يريد أخذه".
بدأت الأزمة بعد عرض تصريحات لقرداحي في مقابلة الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، (سُجلت في أغسطس/آب الماضي)، وقال فيها إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
أضاف خلال حديثه ببرنامج "برلمان الشعب"، الذي يُذاع على موقع "يوتيوب"، في إشارة إلى الحوثيين: "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بالطائرات"، التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية، ووصف الحرب التي تقودها الرياض بأنها "عبثية".
أثار ذلك غضب الرياض ودول خليجية أخرى، وخلال اليومين الماضيين، أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من لبنان؛ احتجاجاً على تصريحات لقرداحي.
كما استنكرت قطر تصريحات قرداحي، ودعت لبنان إلى المسارعة بـ"إجراءات عاجلة وحاسمة" لرأب الصدع مع الأشقاء، فيما أعربت سلطنة عمان، عن أسفها لتأزم العلاقات بين دول عربية ولبنان، داعية الجميع إلى ضبط النفس والحوار.
في المقابل، قالت الحكومة اللبنانية، أمس السبت، إنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما المملكة العربية السعودية.
يتوقع أن تتسبب الأزمة مع السعودية في قلب الموازين في لبنان رأساً على عقب، وتدفع مسؤوليه نحو حسابات جديدة.
كانت السعودية قد قررت، في أبريل/نيسان 2021، منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها، بعد إحباط تهريب أكثر من مليوني قرص مخدر مخبأة في شحنات الفواكه اللبنانية.
يُشار إلى أنه تاريخياً كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، فضلاً عن تدخله في حرب اليمن بدعم جماعات تعمل ضدها.