أعلنت الرئاسة الجزائرية، الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن الرئيس عبد المجيد تبون أمر بوقف ضخ الغاز نحو إسبانيا عبر التراب المغربي، ما يعني عدم تجديد اتفاق تصدير الغاز عبر أنبوب غاز" المغرب العربي – أوروبا"، الذي سينتهي اليوم الأحد، مع منتصف الليل.
كانت الجزائر قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس/آب وأغلقت مجالها الجوي أمام الطيران العسكري والمدني المغربي.
وفق بيان للرئاسة، نقلته قناة "النهار" الجزائرية، فإن تبون أمر كذلك "شركة سوناطراك بوقف العلاقة مع المكتب المغربي للكهرباء والماء وعدم تجديد العقد المبرم مع الشركة المغربية".
تقول الرئاسة الجزائرية إن هذا القرار جاء بعد تسلم الرئيس عبد المجيد تبون "تقريراً حول العقد، الذي ينص على منح مقابل مادي للمغرب مقابل مرور أنبوب الغاز نحو إسبانيا عبر الأراضي المغربية".
كما جددت الرئاسة اتهام المغرب بنهج "ممارسات ذات الطابع العدواني، والمس بوحدتها".
الرباط ترد
في أول رد لها على القرار، أكدت المملكة المغربية أن "القرار الذي أعلنته السلطات الجزائرية اليوم بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي لن يكون له حالياً سوى تأثير ضئيل على أداء نظام الكهرباء الوطني"
فقد جاء في بيان مشترك للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أنه "نظراً لطبيعة جوار المغرب، وتحسباً لهذا القرار، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء".
كما أوضح أنه "يتم حالياً دراسة خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديين المتوسط والطويل"
ملتزمة مع إسبانيا
قبل 3 أيام، ألمحت الجزائر إلى أنها سوف تقدم على هذا القرار، إذ نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الطاقة محمد عرقاب قوله، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول، إن بلاده ستفي بكل التزاماتها المتعلقة بإمدادات الغاز لإسبانيا ومستعدة للتفاوض على كميات إضافية محتملة.
إذ نقلت الوكالة عن عرقاب قوله بعد اجتماع مع نظيرته الإسبانية تيريسا ريبيرا: "طمأنا شركاءنا في إسبانيا أن كل إمداداتنا بالنسبة للغاز الطبيعي للكميات التعاقدية مع شركة سوناطراك، نلتزم بها في إطار العقود المبرمة بين سوناطراك والشركات الإسبانية".
كما أضاف: "أكدنا لشريكنا الإسباني أننا جاهزون كذلك للتحدث عن الكميات الزائدة" ووضع جدول زمني لتسليم كل تلك الكميات.
المتحدث ذاته ذكر أن الجزائر، المورد الرئيسي للغاز إلى إسبانيا، ستورد الإمدادات من خلال خط الأنابيب ميدغاز تحت البحر، وكذلك منشآت الغاز الطبيعي المسال.
وتخطط الجزائر لزيادة طاقة خط الأنابيب ميدغاز، الذي يربطها بإسبانيا مباشرة، لتصل إلى 10.5 مليار متر مكعب سنوياً بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، من ثمانية مليارات متر مكعب حالياً.
المغرب: لن نتركه يصدأ
الإثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول 2021، ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء نقلاً عن مسؤول مغربي وصفته بـ"البارز"، أن المملكة تناقش مع إسبانيا تدفقاً عكسياً لخط أنابيب للغاز إذا لم تجدد الجزائر اتفاقاً للتوريد ينقضي بنهاية الشهر الجاري.
المسؤول المغربي البارز، الذي طلب عدم نشر اسمه، قال لـ"رويترز" مؤكداً تقارير لوسائل إعلام محلية: "بالنسبة للمغرب فإن خط الأنابيب هو بدرجة كبيرة أداة للتعاون الإقليمي.. لن نتركه يصدأ".
كما أضاف أن المغرب يجري محادثات مع إسبانيا لاستخدام مرافئها للغاز الطبيعي المسال لتمرير الغاز إلى المغرب باستخدام خط الأنابيب نفسه.
المتحدث ذاته أوضح أيضاً: "هذا الغاز الطبيعي المسال لن يتنافس مع إمدادات الغاز الإسبانية. إنه سيكون شراء إضافياً يطلبه المغرب الذي سيدفع تكلفة مروره خلال المرافئ الإسبانية وخط الأنابيب".
كما أضاف أن المغرب أعطى أيضاً تصاريح لمستوردي الغاز؛ توقعاً لعدم تجديد الجزائر اتفاق خط الأنابيب.
الخط الساخن
ينطلق هذا الأنبوب من حقل "حاسي الرمل" الضخم جنوبي الجزائر وصولا إلى جنوب إسبانيا، مرورا بالأراضي المغربية، ويمكنه نقل كميات غاز سنوية تصل 12 مليار متر مكعب.
يزود هذا الأنبوب المغرب وإسبانيا والبرتغال بالغاز الطبيعي، فيما تستفيد الرباط أيضا من عائدات مالية كحقوق عبور.
فقد جرى تدشين أنبوب "المغرب العربي ـ أوروبا"، المعروف أيضا بتسمية "بيدرو دوران فارال" عام 1996، وانطلقت الأشغال به في 1994.
فيما يبلغ طول هذه المنشأة 1350 كيلومترا انطلاقا من الجزائر، وصولا إلى حدودها مع المغرب على مسافة 515 كيلومترا.
داخل الحدود الجزائرية، يمر الأنبوب عبر أقاليم ولايات الأغواط (جنوب)، والبيض والنعامة (جنوب غرب) وتلمسان (شمال غرب)، ثم يعبر الحدود المغربية من منطقة العريشة بولاية تلمسان (شمال غرب الجزائر).
ويقطع الأنبوب الأراضي المغربية من الحدود الجزائرية وصولا إلى شمالي المغرب عبر مسافة 520 كيلومترا.
كما يمتد أنبوب الغاز عبر البحر المتوسط وصولا إلى منطقة طريفة بمضيق جبل طارق جنوبي إسبانيا على مسافة 45 كيلومترا.
ويواصل الأنبوب مساره عبر الأراضي الإسبانية وصولا إلى منطقة قرطبة على مسافة 270 كيلومترا؛ وهناك أنشأت مدريد محطات معالجة وتخزين للغاز.