أعفى القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، سفراء بلاده في تركيا، والإمارات، وجنوب إفريقيا، على خلفية رفضهم إجراءات اتخذها الجيش، وعززت من سيطرته على البلاد، فيما تتأهب السلطات لاحتجاجات يتوقع أن تكون واسعة.
وكالة رويترز، نقلت السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن قناة "الجزيرة" قولها إن البرهان أعفى عدداً من الدبلوماسيين السودانيين.
يأتي هذا القرار بعد يومين من قرار مماثل، أعفى بموجبه البرهان 6 سفراء للبلاد من مناصبهم، وهم السفراء لدى الولايات المتحدة، والصين، وفرنسا، وبلجيكا، والاتحاد الأوروبي في بروكسل، وسويسرا، ومكتب الأمم المتحدة بجنيف، وقطر عبد الرحيم صديق.
لم يصدر أي توضيح رسمي بسبب قرارات الإعفاء تلك، لكن السفراء الستة سبق أن صدرت عنهم مواقف رافضة لقرارات البرهان الأخيرة؛ حيث وصفوها بـ"الانقلاب".
هؤلاء السفراء قالوا في بيان وجهوه للشعب السوداني: "ندين بأشد العبارات الانقلاب العسكري الغاشم على ثورتكم المجيدة، ونرحب بالمواقف الدولية القوية"، مضيفين: نعلن انحيازنا التام إلى مقاومة شعبنا البطولية التي يتابعها العالم أجمع، ونعلن أن سفارات السودان لدى فرنسا وبلجيكا وسويسرا سفارات للشعب السوداني وثورته".
كذلك أعلن السفراء عن عدم اعترافهم "بمثل هذا القرار الذي اتَّخَذَته سلطةٌ غير شرعية"، بحسب ما أورده موقع Middle East Eye البريطاني.
جاءت مواقف السفراء والدبلوماسيين، بعدما اعتقل الجيش يوم الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، الذي أُطلق سراحه لاحقاً، ووزراء بحكومته وقيادات حزبية.
كذلك أعلن البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتعهد بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، كما أعلن حالة الطوارئ وإقالة الولاة وعدم الالتزام ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
برر البرهان قراراته بالقول، في كلمة متلفزة، إن "التحريض على الفوضى من قوى سياسية دفعنا للقيام بما يحفظ السودان"، معتبراً أن "ما تمر به البلاد أصبح يشكل خطراً حقيقياً".
احتجاجات كبيرة مرتقبة
يأتي ذلك بينما يحشد أنصار الحكم المدني في السودان لتعبئة عامة ومسيرات يريدونها "مليونية"، اليوم السبت، ضد ما يصفونه بـ"انقلاب العسكر" بقيادة البرهان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان معارضو الجيش قد وزعوا منشورات تدعو إلى "تظاهرة مليونية"، اليوم السبت، احتجاجاً على الحكم العسكري، وذلك وسط تقليص السلطات استخدام الإنترنت والهواتف.
بدوره، دعا "تجمّع المهنيين السودانيين" إلى "جعل مليونيات 30 أكتوبر ضربة مزلزلة لإسقاط المجلس العسكري وتسليم السلطة كاملةً لحكومة مدنية ترشحها القوى الثورية".
قوات الأمن السودانية كانت قد أطلقت مساء الجمعة، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين ينددون بقرارات الجيش، فيما طوقت مختلف أنحاء الخرطوم بالمدرعات تحسباً لتظاهرات السبت.
عشية التظاهرات، تعالت الأصوات الدولية محذرة السلطات العسكرية من استخدام العنف ضد المحتجين، وحضت الولايات المتحدة الجيش السوداني، أمس الجمعة، على عدم قمع تظاهرات السبت.
في هذا السياق، قال مسؤول أمريكي كبير لصحفيين "نحن قلقون فعلاً حيال ما سيحصل غداً"، مضيفاً "سيكون الأمر اختباراً فعلياً لنوايا العسكريين".
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجيش السوداني إلى "ضبط النفس" في التعامل مع المتظاهرين.