أعلن وزير الإعلامي اللبناني، جورج قرداحي، مساء الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنه لم يقصد الإساءة للسعودية أو الإمارات، معتبراً أن حديثه عن ضرورة توقف حرب اليمن "العبثية والمؤذية" يعكس "محبة" للرياض وأبو ظبي، وذلك في الوقت الذي أثارت تصريحاته ضجة كبيرة وقد تتسبب في أزمة جديدة بين لبنان من جهة والإمارات والسعودية، من جهة ثانية.
منذ الصباح، تصاعد حديث عن أزمة جديدة بين السعودية ولبنان، إثر انتشار مقابلة لقرداحي، ضمن برنامج "برلمان شعب" (من إنتاج قناة الجزيرة) بُث، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، اعتبر خلاله أن الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد ما قال إنها "اعتداءات السعودية والإمارات".
توضيح قرداحي
قال قرداحي، عبر حسابه بـ"تويتر": "منذ صباح اليوم، وبعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، وبعض المواقع الإلكترونية تتداول مقطعاً من مقابلة أجريتها مع قناة الجزيرة أونلاين، في برنامج (برلمان الشباب)، وورد فيها كلام لي عن حرب اليمن".
كما اعتبر أن "الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمني منذ تشكيل الحكومة (في 20 سبتمبر/أيلول الماضي) بأني آت لقمع الإعلام".
المتحدث ذاته، أوضح أن "هذه المقابلة أجريت في 5 أغسطس/آب الماضي، أي قبل شهر من تعييني وزيراً في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي".
قبل أن يتابع قائلاً: "لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الإمارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء".
وأردف: "ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حرباً عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن، ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما".
واستطرد: "عسى أن يكون كلامي، والضجة التي أثيرت حوله، سبباً بإيقاف هذه الحرب المؤذية لليمن ولكل من السعودية والإمارات".
كلام مرفوض!
في وقت سابق الثلاثاء، قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، في بيان، إنه "والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية"، مع إدانة "أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف".
كما أضاف أن حديث قرداحي "يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع، وهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديداً الأشقاء في السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
ومنذ مارس/آذار 2015 ينفذ تحالف، تقوده الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/أيلول 2014.
أزمة جديدة
فور انتشار المقابلة، قالت وسائل إعلام لبنانية إن أزمة دبلوماسية جديدة تلوح بالأفق بين لبنان والسعودية.
إذ نقلت قناة "إم تي في" عن مصادر سعودية لم تسمها: "نحن أمام أزمة دبلوماسية حادة بسبب تصريحات قرداحي".
بينما لم يصدر تعقيب عن السفير السعودي لدى بيروت، وليد بخاري، الذي اكتفى عبر حسابه في "تويتر" بإعادة نشر أخبار تتحدث عن أزمة دبلوماسية جديدة مع لبنان.
تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات من آن إلى آخر.
ففي مايو/أيار الماضي، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية ودول الخليج.
كما اتهمت السعودية، في 2017، جماعة "حزب الله" اللبنانية، حليف إيران، بأنها تسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، فضلاً عن تدخلها في حرب اليمن، بدعم جماعات تعمل ضد المملكة.