كشفت صحيفة "صباح" التركية، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن تفاصيل جديدة بخصوص أعضاء شبكة جواسيس الموساد في تركيا التي تم الكشف عنها، والتي كانت مهمتها مراقبة طلاب فلسطينيين في البلد. وقالت الصحيفة إن من بين أفراد هذه الشبكة العميل أ.ر.أ، (29 عاماً)، الذي أجرى دراسةً استخباراتية مُفصَّلة عن سيرة أ. حسن، العضو في "هيئة علماء فلسطين في الخارج"، و"جمعية ميراك الثقافية".
وفقاً للصحيفة ذاتها، كانت الأنشطة التي قام بها العميل المُسمَّى أ.ر.أ، الذي كان من ضمن الجواسيس ذوي الأصول العربية، وعددهم 15 جاسوساً مُقسَّمين إلى 5 خلايا منفصلة في عملية الموساد، قد أثارت الالتفات والشبهات.
تقرب منه وبعث معلوماته
عند وضع وحدات الأمن في اعتبارها احتمالية وقوع محاولة لاغتيال ضد أ. حسن، فقد حذَّرته من ذلك.
فيما كان العميل أ.رأ يتواصل مع ضابط ميداني في الموساد يُدعَى أ.ز، يقيم في دوسلدورف بألمانيا.
كان العميل يقدِّم المعلومات منذ عام 2019، وأمره مسؤوله في الموساد، وهو الضابط أ.ز، بإجراء دراسة استخباراتية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
كما طلب منه الضابط الاتصال بصاحب الاسم (أ. حسن) وإقامة صلة به.
كان أ. حسن، عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج وجمعية ميراك الثقافية. وبالفعل شرع أ.ر.أ في التواصل مع أ. حسن الذي يقيم بإسطنبول.
حتى إن أ.ر.أ أرسل معلومات شخصية عن أ. حسن، وعنوان المنزل الذي يقيم به، وعقد الإيجار، والسفر إلى لبنان والإقامة هناك، إلى مسؤوله في الموساد.
بينما كُشِفَ أن أ.ر.أ أرسل أيضاً معلومات جواز سفر عائلة حسن إلى أ.ز، فقد حُدِّدَ أيضاً أنه كان يحاول إقامة صلة وثيقة مع حسن.
وحُدِّدَ أيضاً أنه تلقَّى آلاف الدولارات مقابل المعلومات التي حصل عليها وأرسلها إلى مسؤوله في الموساد بالخارج.
الصحيفة التركية تكشف أسماءهم
الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، كشفت صحيفة Sabah التركية عن آخر المعلومات الجديدة حول أعضاء خلية الموساد التي فكَّكها جهاز الاستخبارات التركي (MIT)، ونشرت صور أعضاء الشبكة، وذكرت المهام التي كانت موكلة إلى كل شخص فيها.
بحسب معلومات الصحيفة، فإن الشبكة تتألف من 15 شخصاً من أصول عربية، منقسمين إلى 5 خلايا منفصلة، وأشارت أنه أُطلق على هذه العملية الاستخباراتية اسم "Muteni"، وهي كلمة عثمانية تعني "الاهتمام".
أبرز أعضاء خلية الموساد هو المشتبه به الذي عُرف بالرمز "م. أ. س"، وهو الوحيد الذي كان له تواصل مباشر مع الطرف الإسرائيلي المسؤول عن إدارة الشبكة.
أما ثاني أخطر الأسماء في الشبكة فهو المشتبه به الذي رمزت الصحيفة إلى اسمه بـ"أ. ب"، وهو الشخص الذي كان مسؤولاً عن نقل الأموال لعملاء الموساد النشطين في تركيا، وتزويدهم بالمعلومات والمهام الموكلة إليهم.
الصحيفة كشفت أيضاً، أن عميل الموساد في ألمانيا "أ. ز."، الذي كان يتواصل مع "م. أ. س" وجهاً لوجه وعبر الإنترنت، ويتولى إعطاء التعليمات لناقل الأموال "أ. ب." وغيره من عناصر الشبكة في تركيا، قدَّم نفسه إليهم تحت 6 أسماء "وهمية" مختلفة.
كذلك بيّنت المعلومات أن "أ. ز." الذي يحمل جواز سفر إسرائيلياً، يبدأ بالرقم 307، استخدم الأسماء التالية: "م. ز."، و"أ. ك."، و"أ. أ."، و"إ."، و"أ. ف."، و"إ. أ.".
فيما يلي، الأسماء الأخرى لعناصر الشبكة والمهام التي أوكلت إليهم، بحسب ما نشرته صحيفة Sabah:
"أ. م. أ.": يبلغ من العمر 21 عاماً، وبناءً على التعليمات الواردة له من مسؤول الموساد في ألمانيا
"أ. ز."، كانت مهمته جمع معلومات حول مكتب لتقديم الخدمات إلى المواطنين العرب في تركيا.
أيضاً كُلّف هذا الشخص بالبحث بين الطلاب الفلسطينيين الجدد من الذكور المتدينين وذوي الحاجة المالية، وإرسال أسماء 5 منهم إلى ضابط الموساد "أ. ز." وتأمين تواصلهم معه من خلال تطبيقات الإنترنت.
"أ. ج. أ.": يبلغ من العمر 29 عاماً، وهو أحد العناصر التي كانت توجه إليها التعليمات مباشرة من الموساد، وكان مسؤولاً عن توزيع الأموال المرسلة من دول مختلفة، منها مصر والإمارات وفلسطين.
صحيفة "صباح" قالت إنه أحد أعضاء خلية الموساد الذي كانت توجه إليه تعليمات مباشرة من الموساد، كما شارك "ن. أ." (29 عاماً) في توزيع الأموال القادمة من ضباط الموساد عبر خدمة "ويسترن يونيون" لنقل الأموال.
"ر.أ.أ": الصحيفة التركية وصفت هذا الشخص بأنه الأكثر خبرة في هذا النشاط بين العملاء، وقد اضطلع بأكثر من مهمة، منها توزيع الأموال والتجسس المباشر.
ر.أ.أ وُصف بأنه الأكثر خبرة بين أعضاء خلية الموساد، بحسب صحيفة "صباح".
أشارت الصحيفة إلى أنه مرتبط بالموساد منذ عام 2000، وكان يتلقى 400 دولار عن كل لقاء يعقده بالقنصلية العامة لإسرائيل في إسطنبول، وسبق أن التقى ضباط موساد إسرائيليين في إسرائيل نفسها وزغرب وكرواتيا.
وفقاً للتعليمات الواردة إلى العميل "أ. ر. أ." الذي يبلغ من العمر 29 عاماً، من مسؤوله الميداني، المسمى بـ"الضابط المشغل"، كان مكلفاً بمراقبة المساكن الفخمة في منطقة "باشاك شهير" بإسطنبول، وتسجيل كل المعلومات المتوافرة عن الشخصيات ذوي الأصول العربية التي تقطنها.
استعان العميل المُتهم بتطبيق Wİ-Fİ Collector، وجَمع معلومات عن العرب المقيمين بتلك المنطقة، وأرسلها إلى ضابط الموساد، وحصل على مقابل المعلومات التي قدمها بمدفوعات عبر عملة "بيتكوين الرقمية"، كما كشفت الصحيفة أنه تقابَل مع ضباط موساد في العاصمة الكينية، نيروبي، وتلقى تعليمات منهم.
أحد أعضاء خلية الموساد الذي كان يجمع معلومات عن العرب في إسطنبول، بحسب صحيفة "صباح".
أما بقية عملاء الشبكة، الذين تلقوا حوالات مالية بعملتي اليورو والدولار، وكان لهم تواصل مع "الضابط المشغل" المسمى "أ. ز." في ألمانيا، فهم على النحو التالي:
"أ. أ. ز." (36 عاماً): تلقى في عام 2021، مبلغ 10 آلاف دولار من "أ. ز." يداً بيد.
"ر.ج." (31 عاماً): تلقى في عام 2021، مبلغ 5 آلاف دولار عبر التحويل البنكي.
"ن. أ. أ." (28 عاماً): تلقى نحو 3 آلاف دولارٍ هذا العام يداً بيد.
"أ. م. س." (27 عاماً): تلقى مبلغ ألف دولار يداً بيد.
"ي. م. أ." (21 عاماً): تلقى هذا العام مبلغاً يصل إلى نحو 3 آلاف دولار يداً بيد.
"م. هـ. ب." (29 عاماً): تلقى 5 آلاف دولار يداً بيد.
"ج. هـ. أ.": تلقى حوالة مالية بمبلغ 2000 دولار هذا العام، وكان مسؤولاً عن تسليم مدفوعات بقيمة 500 دولار إلى العميل "ك. م. أ" عبر التسليم المباشر أو التحويل البنكي.
يُشار إلى أن الكشف عن أعضاء خلية الموساد بعد تفكيكها، جاء بعد عدة بلاغات صدرت في الآونة الأخيرة، تفيد بفقدان عدد من الشبان في تركيا، وسط غموض حول مصيرهم، أو مكانهم.