أعلنت سلطة الطيران المدني في السودان تعليق جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من مطار الخرطوم الدولي؛ وذلك اعتباراً من الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وحتى السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول.
جاء ذلك في بيان بثته صفحة مطار الخرطوم على فيسبوك.
فيما أضاف البيان: "على جميع الشركات الأجنبية والمحلية العاملة في مطار الخرطوم توفيق أوضاعها".
كانت حركة الطيران في السودان قد شهدت اضطرابات على خلفية تطورات الأحداث الجارية هناك، الأمر الذي دفع بعض شركات الطيران لإلغاء رحلاتها.
في السياق، أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية، الثلاثاء، إلغاء كافة رحلاتها المقررة من إسطنبول إلى العاصمة السودانية الخرطوم.
إذ عزت الشركة، في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، قرارها إلى الأوضاع التي يشهدها السودان في الوقت الراهن، مؤكدة أن كافة رحلات إسطنبول ـ الخرطوم ـ إسطنبول ألغيت بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد.
أحداث متسارعة في السودان
في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، قال البرهان، خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك "معي في منزلي للحفاظ على سلامته ويمارس حياته بشكل طبيعي وسيعود إلى منزله"، مردفاً أن "ما قمنا به ليس انقلاباً عسكرياً، وإنما هو تصحيح لمسار الثورة".
كان الجيش قد نفذ، فجر الإثنين، حملة اعتقالات طالت رئيس الحكومة، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية، قبل ساعات من إعلان البرهان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بالمرحلة الانتقالية.
بينما اندلعت احتجاجات في بعض مناطق الخرطوم، تخللها حرق إطارات سيارات، إثر اعتقال قيادات من الائتلاف الحاكم، في وقت يقيد فيه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حركة المدنيين في العاصمة.
تأتي هذه التطورات بعد 3 أيام من تحذير قوى "الحرية والتغيير" من حدوث ما وصفته بـ"انقلاب زاحف" في البلاد، حيث قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء السوداني ياسر عرمان، إن "الأزمة الحالية مصنوعة على شكل انقلاب زاحف"، في وقت يغلق فيه محتجون منذ نحو شهر مرفأ بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد، وينفذ مئات المحتجون الآخرون اعتصاماً منذ أسبوع قرب القصر الرئاسي، للمطالبة بتشكيل "حكومة عسكرية".
كان التوتر بين المكونين العسكري والمدني بالسلطة الانتقالية بالسودان قد تصاعد منذ أسابيع، بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
يُشار إلى أن السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام.