قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ليس رهن الاعتقال، وإنما هو الآن "معي في منزلي".
كما أضاف المسؤول السوداني خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم، أن حمدوك "معي في منزلي للحفاظ على سلامته ويمارس حياته بشكل طبيعي وسيعود إلى منزله"، مشيراً إلى أنه "يمكن اختيار بعض الصحفيين لمقابلة رئيس الوزراء والاستماع إليه".
فيما أشاد البرهان بحمدوك قائلاً "رئيس الوزراء صرح في أكثر من مرة أن هناك مخاطر تحيق بالبلد، وكان يعمل بلا دوافع شخصية". وأردف أن "ما قمنا به ليس انقلاباً عسكرياً، وإنما هو تصحيح لمسار الثورة".
إغلاق تام في الخرطوم
بينما أغلقت الطرق والمتاجر وتعطلت الاتصالات الهاتفية وانتشرت الطوابير أمام المخابز في السودان، الثلاثاء، وذلك بعد يوم من سيطرة الجيش على السلطة في البلاد في انقلاب، ما أدى إلى وقوع اضطرابات سقط فيها سبعة قتلى على الأقل.
فيما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء الخرطوم بعد قيام محتجين بإحراق إطارات السيارات، واختفت مظاهر الحياة في العاصمة السودانية ومدينة أم درمان المقابلة لها على الضفة الأخرى من نهر النيل، وأُغلقت الطرق إما بجنود الجيش أو بحواجز أقامها المحتجون، وأمكن سماع الدعوة إلى الإضراب العام عبر مكبرات الصوت في المساجد.
لكن يبدو أن الليل مر بهدوء نسبي بعد الاضطرابات التي شهدتها الشوارع، أمس الإثنين، عندما خرج محتجون عقب القبض على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأعضاء مدنيين آخرين في مجلس الوزراء. وقال مسؤول بوزارة الصحة إن سبعة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن.
البرهان يحل المجلس السيادي
يأتي ذلك بعد أن أعلن قائد "الانقلاب" الفريق عبد الفتاح البرهان حل المجلس السيادي، الذي يضم في عضويته أعضاء من المدنيين والعسكريين، والذي تأسس لتوجيه البلاد صوب الديمقراطية في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، في انتفاضة شعبية قبل عامين.
كما أعلن البرهان فرض حالة الطوارئ، وقال إن القوات المسلحة تحتاج لحماية الأمن. ووعد بإجراء انتخابات في يوليو/تموز 2023 وتسليم السلطة لحكومة مدنية حينذاك.
كما حل البرهان اللجان المختصة بتسيير النقابات والاتحادات المهنية حسب ما ذكرته قنوات إخبارية عربية.
إذ قالت وزارة الإعلام السودانية، التي لا تزال موالية لرئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك، على صفحتها على فيسبوك، إن الدستور الانتقالي لا يعطي الحق في إعلان حالة الطوارئ إلا لرئيس الوزراء، وإن تصرفات الجيش تعد جريمة. وأضافت أن حمدوك لا يزال هو ممثل السلطة الانتقالية الشرعية.
بينما قال وزير الخارجية في الحكومة المطاح بها في رسالة نُشرت على صفحة وزارة الإعلام على فيسبوك، الثلاثاء، إن حمدوك وأعضاء حكومته ما زالوا محتجزين في مكان مجهول.