قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن إيران بدأت توسع تخصيبها لليورانيوم لدرجة نقاء تتجاوز 20% في محطة في نطنز، حيث تقوم بالفعل بتخصيب اليورانيوم إلى 60% ولكن النشاط الجديد لا يتضمن الاحتفاظ بهذا المنتج، بينما أبدت أمريكا قلقها من مستقبل جهود إحياء الاتفاق النووي.
من المرجح أن تساعد هذه الخطوة إيران على تعزيز معرفتها بعملية التخصيب، وهو أمر تدينه القوى الغربية بشكل عام لأنه لا رجوع فيه، ولكن لأن هذه المرة لن يتم الاحتفاظ بالمنتج فلن يؤدي ذلك على الفور إلى تسريع إنتاج إيران لليورانيوم المخصب بدرجة تؤدي إلى إنتاج أسلحة.
توسع إيران في تخصيب اليورانيوم
لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير إن ذلك دفع الوكالة إلى "زيادة وتيرة وكثافة" أنشطتها الرقابية في المحطة التجريبية لتخصيب الوقود الموجودة فوق الأرض في نطنز، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
إذ يُعتبر اليورانيوم من الدرجة التي يمكن استخدامها في صنع السلاح اعتباراً من درجة نقاء عند نحو 90%.
كما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان، أوضح النقاط الأساسية في التقرير، إن إيران أبلغتها الأسبوع الماضي بالتغييرات في إعداد أجهزة الطرد المركزي، والآلات التي تخصب اليورانيوم، في المحطة، حيث ستقوم إيران بتغذية اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20% بأعداد محدودة من أجهزة الطرد المركزي الإضافية دون تجميع المنتج.
فيما لم تعلن إيران بعد عن موعد لاستئناف المحادثات في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي حدت بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
إذ تخلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الاتفاق في 2018، وأعاد فرض عقوبات أمريكية صارمة. وبعد نحو عام بدأت إيران في انتهاك بعض قيود الاتفاق على تخصيب اليورانيوم.
قلق أمريكي من مستقبل الاتفاق النووي
يأتي إعلان وكالة الطاقة الذرية بعيد تصريحات للمبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران الإثنين، قال فيها إن جهود إحياء اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015 تمر الآن "بمرحلة حرجة"، وأضاف أن المبررات أمام طهران لعدم استئناف المحادثات أصبحت ضعيفة.
كما قال المبعوث الخاص روبرت مالي للصحفيين إن واشنطن تشعر بقلق متزايد من مواصلة طهران تأجيل عودتها للمحادثات لإحياء الاتفاق النووي، لكنها تملك أيضاً أدوات أخرى لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وستستخدمها إذا لزم الأمر.
أضاف مالي "نحن في مرحلة حرجة من الجهود الرامية لمعرفة إمكانية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي. وأضاف "لدينا توقف منذ عدة أشهر والمبررات الرسمية التي تقدمها إيران لهذا التوقف أصبحت ضعيفة للغاية".
كما قال المبعوث الأمريكي إن الفرصة المتاحة أمام الولايات المتحدة وإيران لاستئناف الالتزام بالاتفاق ستنتهي في نهاية المطاف، إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة ستظل مستعدة للانخراط في الدبلوماسية مع إيران حتى مع دراسة واشنطن خيارات أخرى لمنع طهران من حيازة سلاح نووي.
فوائد اقتصادية قد تتدفق
فيما لمح أيضاً إلى الفوائد الاقتصادية التي قد تتدفق بسبب عودة إيران للالتزام بالاتفاق النووي، الذي اتخذت طهران بموجبه خطوات للحد من برنامجها النووي في مقابل تخفيف عقوبات اقتصادية فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
قال مالي إن فرصة العودة إلى الاتفاق لن تظل مفتوحة إلى الأبد لأن التطورات النووية الإيرانية ستكون قد تجاوزتها في نهاية الوقت، لكنه قال إن واشنطن ستظل تبحث عن ترتيبات دبلوماسية مع طهران.
أضاف "لا يمكن إحياء جثة هامدة"، مشدداً على أن الولايات المتحدة لم تصل بعد إلى هذه النقطة. وامتنع مالي عن الإدلاء بتفاصيل بشأن تلك الخطوات الأخرى.