السودانيون ينزلون إلى الشوارع.. تظاهرات رافضة لاعتقال العسكر قيادات بالبلاد بينها رئيس الوزراء (فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/25 الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/30 الساعة 16:33 بتوقيت غرينتش
آلاف السودانيين احتشدوا للتظاهر ضد الانقلاب رغم قطع الاتصالات- رويترز

خرجت حشود من السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، فيما توالت دعوات هيئات وأحزاب سودانية إلى العصيان المدني والخروج إلى الشوارع، رفضاً لما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري" في السودان. 

وشهد السودان، منذ صباح الإثنين، أحداثاً متسارعة، حيث أكدت وكالات أنباء أنه تم اعتقال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ونقله إلى جهة مجهولة، فيما شنت قوة عسكرية حملة اعتقالات طالت عدداً من قياديي قوى "الحرية والتغيير" في البلاد، وسط حديث عن انقلاب.  

مظاهرات وحشود 

وأظهرت مقاطع فيديو عبر البث المباشر، على صفحات تواصل نشطاء سودانيين، خروج حشود من المواطنين إلى ميادين وشوارع في الخرطوم؛ احتجاجاً على ما سموه بـ"الانقلاب العسكري".

حيث تصاعدت الأدخنة بكثافة جراء إضرام المحتجين النيران في إطارات سيارات لقطع طرق الرئيسية، والحيلولة دون تمكن قوات الأمن من تفريق الحشود.

وردد المتظاهرون هتافات من قبيل "بالروح بالدم.. نفديك يا سودان".. و"لن يحكمنا البرهان"، في إشارة إلى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.  

دعوات للتظاهر 

كان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد طالب السودانيين بالتمسك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم، وذلك في رسالة نقلت عنه قبل اعتقاله ونقله لجهة مجهولة. 

كما دعت هيئات وأحزاب سودانية المواطنين إلى العصيان المدني والخروج إلى الشوارع، رفضاً لما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري" والاعتقالات التي طالت قيادات سياسية وتنفيذية بالبلاد، وفق مصادر متطابقة.

حيث قال "تجمع المهنيين السودانيين" (قائد الحراك الاحتجاجي)، في بيان: "نناشد الجماهير الخروج إلى الشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم". 

كما أكد حزب الأمة القومي في بيان: "رفضه التام لتقويض الفترة الانتقالية ولإجراءات التحول المدني الديمقراطي والانقلاب على الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية".

وأضاف: "ندين بأشد العبارات الاعتقالات التي طالت القيادات السياسية والتنفيذية في الدولة (..) ونناشد جماهير حزبنا والشرفاء من أبناء شعبنا استخدام كل الوسائل السلمية المشروعة للتمسك بخيارهم المدني والتصدي لأعمال الانقلاب العسكري وإجراءاته".

وعبر حسابه في "تويتر"، قال "الحزب الشيوعي السوداني" في تصريح لمتحدثه الرسمي فتحي فضل: "نداء لجماهير الشعب السوداني.. دعوة للإضراب السياسي والعصيان المدني".

بدوره، قال "حزب المؤتمر السوداني" في بيان: "ندعو ونحثّ جماهير الشعب السوداني قاطبة وفي كافة ربوع السودان للخروج إلى الشوارع فوراً".

وأضاف: "نهيب بقوى الثورة جميعاً ولجان المقاومة في كافة أحياء وقرى وأرياف ومحليات ومدن السودان، للاصطفاف صفاً واحداً منيعاً؛ ومقاومة هذا الانقلاب العسكري كيفما تسربل وتحت أي مسمى كان؛ أو من الذي يقف خلفه".

من جانبها، أعلنت اللجنة التسييرية لاتحاد الطيارين السودانيين الإضراب العام والعصيان المدني وندعو الجميع للخروج إلى الشارع رداً على الانقلاب العسكري. 

يذكر أن رئيس مجلس السيادة بالبلاد عبد الفتاح البرهان يعتزم الإدلاء ببيان، الإثنين، حول مستجدات الأوضاع في البلاد، وفق مصادر مطلعة للأناضول. 

أحداث متسارعة في السودان 

وشهد السودان منذ صباح الإثنين أحداثاً متسارعة، حيث تم اعتقال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ونقله إلى جهة مجهولة، كما تم "اعتقال أغلبية أعضاء مجلس الوزراء السوداني وعدد كبير من قيادات الأحزاب المؤيدة للحكومة، وعضو بمجلس السيادي السوداني".

كذلك شنت السلطات السودانية حملة اعتقالات شملت قيادات وكوادر من أحزاب الائتلاف الحاكم: البعث العربي الاشتراكي، والتجمع الاتحادي، والمؤتمر السوداني، فيما قالت وسائل إعلام سودانية إن الاعتقالات شملت قيادات من "قوى التغيير" أيضاً. 

في الموازاة مع ذلك، شهدت العاصمة الخرطوم انقطاعاً في خدمة الإنترنت، كما شهدت أجزاء واسعة من المدينة انقطاعاً في الكهرباء، كما قالت وكالة الأناضول إنه تم كذلك إغلاق مطار الخرطوم وتعليق الرحلات الدولية.

تأتي هذه التطورات بعد يومين من تحذير قوى "الحرية والتغيير" من حدوث ما وصفته بـ"انقلاب زاحف" في البلاد، حيث قال ياسر عرمان إن "الأزمة الحالية مصنوعة على شكل انقلاب زاحف"، في وقت يغلق محتجون منذ نحو شهر مرفأ بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد، وينفذ مئات المحتجين الآخرين اعتصاماً منذ أسبوع قرب القصر الرئاسي، للمطالبة بتشكيل "حكومة عسكرية".

كان التوتر بين المكونين العسكري والمدني بالسلطة الانتقالية بالسودان قد تصاعد منذ أسابيع، بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.

تحميل المزيد