أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن بلاده "ستواصل الرد بالشكل المناسب على السفراء الذين يتجاوزون حدودهم طالما لم يقروا بخطئهم"، مشدّداً على أن "مَن لا يحترم استقلال بلادنا، وحساسيات أمتنا، لا يمكنه العيش في هذا البلد، بغض النظر عن لقبه وصفته".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة.
حيث تطرق الرئيس أردوغان إلى مسألة تدخُّل سفراء 10 دول، بينها أمريكا وفرنسا وألمانيا، في قضية رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا، والمحبوس بتهمة التورط في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
أردوغان أكد أنَّ تدخُّل السفراء بواقعة كافالا "يعد إساءة كبيرة إلى قضاتنا ومُدعينا العامين ومحامينا وكافة أعضاء جهازنا القضائي".
فيما قال إن بيان السفراء الـ10 "لم يستهدف أي شخص أو موضوع بحد ذاته، بل استهدف بشكل مباشر، النظام القضائي وسيادة بلادنا".
كما أضاف الرئيس التركي: "بصفتي رئيساً للبلاد، من واجبي قبل أي شخص آخر، الرد على هذا الازدراء (بيان السفراء) الذي استهدف السلطة القضائية المستقلة لدينا".
تابع أردوغان: "لا يمكننا أن نتسامح مع تدخُّل مجموعة من السفراء في نظامنا القضائي الذي لا تستطيع حتى أجهزتنا التشريعية والتنفيذية التدخل فيه بموجب الدستور".
في حين مضى قائلاً: "سنواصل الرد بالشكل المناسب على هؤلاء الذين يفسرون كالعادة لَباقة تركيا على أنها ضعف، طالما لم يقروا بخطئهم".
السفارات العشر تتراجع
في وقت سابق من يوم الإثنين، تراجعت السفارات العشر في أنقرة عن موقفها من "كافالا"، مؤكدةً مراعاتها المادة الـ41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والتي تنص على احترام الدبلوماسيين قوانين الدولة المعتمدين لديها.
كانت السفارة الأمريكية قد أفادت، في بيان مقتضب على تويتر، بأن الولايات المتحدة تؤكد مراعاتها للمادة الـ41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، عقب التساؤلات التي أثيرت حول البيان الصادر في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حول "كافالا".
كما قامت كل من كندا وفنلندا والدنمارك وهولندا والسويد والنرويج ونيوزلندا، الموقّعة أيضاً على البيان، بإعادة نشر تغريدة بيان الولايات المتحدة، بعضها على الحسابات الرسمية لسفاراتها في أنقرة، وبعضها على الحسابات الشخصية للسفراء.
ثم لحِقت سفارتا ألمانيا وفرنسا في أنقرة بالسفارات الثماني، بإعادة نشر تغريدة السفارة الأمريكية عبر تويتر.
بذلك تكون كافة الدول العشر التي أصدرت بياناً حول "كافالا"، تراجعت عن موقفها.
يشار إلى أن المادة الـ41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية تشترط احترام الدبلوماسيين لقوانين ولوائح الدولة المعتمدين لديها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدولة.
كانت الخارجية التركية قد أعلنت، الإثنين الماضي، استدعاء سفراء 10 دول؛ إثر نشرهم بياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، قالوا فيه إن القضية المستمرة بحق "كافالا" تلقي بظلالها على الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا، ودعوا إلى الإفراج عنه.