قال وزير الري المصري محمد عبد العاطي، الأحد 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن بلاده تعاني عجزاً مائياً بنسبة 90% من مواردها المتجددة، وتواجه تغيراً في إيراد نهر النيل بسبب تعنت إثيوبيا التي تشوب علاقاتها مع القاهرة توترات بسبب بنائها لسد النهضة.
جاء ذلك خلال كلمته في "الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه 2021″، بثها التلفزيون الرسمي بالبلاد، وأوضح عبد العاطي أن "مصر تعاني عجزاً مائياً من الموارد المتجددة، وتعيد استخدام 35% من تلك الموارد لسد الفجوة".
أشار الوزير كذلك إلى أن "الإجراءات الأحادية الخاصة" التي قامت بها إثيوبيا لملء وتشغيل سد النهضة، دون الوصول إلى اتفاق قانوني مُلزم فيما يخص قواعد التشغيل، تسبب في تغير إيرادات نهر النيل الواصلة لمصر.
أضاف في هذا الصدد: "نعتمد على نهر النيل لتوفير 97% من احتياجاتنا المائية (..) مصر أعدت خطة قومية (2017 -2037) تكلفتها بين 50 و100 مليار دولار لمواجهة تحديات إدارة المياه".
كان الوزير عبد العاطي قد قال في تصريح متلفز، أمس السبت، إن بلاده جاهزة للعودة إلى مفاوضات "النهضة"، متمنياً ألا يحدث للسد الإثيوبي انهيار كما تشير دراسة شارك فيها.
في وقت سابق من اليوم الأحد، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة أمام الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه، إن بلاده تتطلع إلى التوصل لاتفاقية ملزمة بشأن سد "النهضة" الإثيوبي في أقرب وقت.
السيسي أعرب عن "تفهمه" لأهداف إثيوبيا التنموية، "لكن دون أن يسبب السد ضرراً لمصر والسودان"، بحسب قوله، معتبراً أن "أزمة المياه أصبحت من أبرز التحديات الدولية المُلحة، بسبب زيادة سكان العالم مع ثبات مصادر المياه العذبة والتدهور البيئي وتغير المناخ والسلوك البشري غير الرشيد من خلال إنشاء مشروعات مائية غير مدروسة".
أضاف الرئيس المصري أن بلاده "تتطلع إلى التوصل في أقرب وقت دون إبطاء لاتفاقية متوازنة وملزمة قانوناً بشأن سد النهضة، اتساقاً مع البيان الذي أصدره مجلس الأمن في سبتمبر/أيلول الماضي".
كان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد بالإجماع منتصف سبتمبر/أيلول 2021، بياناً يشجع مصر وإثيوبيا والسودان على "استئناف المفاوضات بدعوة من رئيس الاتحاد الإفريقي للانتهاء على وجه السرعة من نص اتفاق ملزم ومقبول بشأن ملء وتشغيل السد خلال فترة زمنية معقولة".
يُشار إلى أنه في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات متلفزة، إن "هناك اتصالات تتم على مستوى الرئاسة الكونغولية (للاتحاد الإفريقي) لطرح الرؤى بشأن استئناف مفاوضات سد النهضة" المتعثرة منذ شهور.
يأتي ذلك بينما تتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثُّر مفاوضات السد، بسبب خلافات حول التشييد والتشغيل وجدولة الملء، وتقول القاهرة إنها تخشى من بناء السد على حصتها المائية، في حين تقول أديس أباب إن بناء السد لن يؤثر على مياه مصر والسودان.