أقدمت عائلة سورية على رفع دعوى قضائية لدى محكمة العدل الأوروبية، ضد وكالة الحدود والسواحل التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتيكس"، وذلك في خطوة وصفتها صحيفة "The Guardian" البريطانية، الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بغير المسبوقة.
بحسب الصحيفة، فإن الدعوى التي تقدمت بها العائلة السورية جاءت بسبب ترحيلها من اليونان إلى تركيا، قبل 5 سنوات، عبر خدعة ارتكبتها الوكالة، رغم تقديمها طلب لجوء وفقاً للقوانين الأوروبية.
شركة المحاماة الهولندية "براكن دي أوليفيرا" تكفلت برفع الدعوى القضائية ضد "فرونتيكس"، حيث تسعى الأسرة السورية للحصول على تعويضات مالية بسبب الأضرار التي تعرضت لها بسبب وكالة الحدود الأوروبية.
وقالت ليزا ماري كومب، إحدى المحاميات الممثلات للعائلة، إن "فرونتيكس اعترفت بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان، وأقرت بأن الأسرة لم تحصل على فرصة البتّ في طلب لجوئها".
المحامية أكدت على أنه من الضروري محاسبة الوكالة التي يمولها الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، ذكرت الصحيفة أن الأمر استغرق ثلاث سنوات وثمانية أشهر قبل أن تستجيب "فرونتيكس" لطلبات الفريق القانوني الهولندي، وترسل تقريراً حول القضية.
رحلوها عن طريق الخدعة
اعترفت الوكالة في التقرير بأن الزوجين السوريين وأطفالهما الأربعة كانوا من بين 18 راكباً على متن الرحلة من كوس اليونانية، إلى مدينة أضنة جنوب تركيا، في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
تقول العائلة، التي لم يذكر اسم أي من أفرادها في الدعوى القانونية لأسباب أمنية، إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي واليونان "خدعوها" بعدما أخبروها بأنها ستُنقل جواً إلى أثينا، بعد بدء طلبات اللجوء في اليونان.
قال الأب للصحفيين بعد وضعه آنذاك في معسكر احتجاز دوزيتشي جنوبي البلاد: "لم أكن أعرف أبداً أنني سأُرحّل إلى تركيا"، وأضاف أن رجال الشرطة قالوا: "اتركوا عشاءكم، أحضِروا أغراضكم، سنأخذكم إلى مركز الشرطة ليلاً وصباح الغد إلى أثينا".
وفور وصولها إلى الطائرة، أجبرت الأسرة، بما في ذلك أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وسبع سنوات على الجلوس إلى جانب الحراس المرافقين.
ولم يُسمح لطفل من العائلة بالجلوس بحضن والدته إلا عندما بدأ الصغير يبكي، حيث قالت المحامية إن "معاملة الأطفال على متن الطائرة كانت في حد ذاتها مخالفة لحقوق الطفل المنصوص عليها في المادة 24 من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي".
بحسب الصحيفة، تسلط القضية الضوءَ على الممارسة غير القانونية المتمثلة في عمليات الطرد على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وواجهت "فرونتيكس" اتهامات بخرق المبادئ الأساسية التي بُني عليها الاتحاد الأوروبي، من خلال المشاركة في عمليات الطرد.