وثائق مسربة تكشف عن “تواطؤ” دول تجاه أزمة المناخ.. القائمة ضمت دولة عربية بجانب الصين والهند

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/21 الساعة 19:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/21 الساعة 19:56 بتوقيت غرينتش
كوارث يخلفها التغير المناخي - رويترز

قالت صحيفة The Independent البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن وثائق وصلت لـ30 ألف ورقة،  كشفت أن أستراليا والصين والمملكة العربية السعودية والهند من بين الدول التي قدمت طلبات إلى لجنة علماء؛ لحثهم على إزالة العبارات الرئيسية أو التقليل من أهمية الحاجة إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

في أحد المستندات قيل إن منتجي لحوم الأبقار الرئيسيين في البرازيل والأرجنتين قد اعترضوا على تأكيدات العلماء أن العالم بحاجة إلى تقليل استهلاك اللحوم من أجل معالجة تغير المناخ، وذلك حسبما قالت منظمة السلام الأخضر التي استطاعت الوصول لهذه المستندات.

مشروع الطاقة النووية

بينما قالت الهند والعديد من دول أوروبا الشرقية إن مشروع التقرير يجب أن يكون أكثر إيجابية بشأن الطاقة النووية، في حين اعترض المسؤولون الأستراليون على فكرة أن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم ستحتاج إلى الإغلاق.

جدير بالذكر أن البلدان في جميع أنحاء العالم -لاسيما تلك التي لديها أكبر بصمة كربونية، وكثير منها مذكور في التسريب– تتعرض لضغوط من أجل خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

كما أن العالم بعيدٌ الآن عن المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المتفق عليها عالمياً للحد من ارتفاع درجات الحرارة والحد من الاحترار الخطير.

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ، المقرر عقده في غلاسكو ، يُعَدُّ الموعد النهائي الفعلي للبلدان من أجل تقديم خطط مناخية وطنية أكثر طموحاً في عمليةٍ مدتها خمس سنوات بموجب اتفاقية باريس للمناخ.

دول منتجة للتلوث

لكن تسريب الوثائق يشير إلى أن العديد من الدول والكيانات الأكثر إنتاجاً للتلوث تُحاول من وراء الكواليس تقليل نطاق الأهداف المناخية المستقبلية.

حيث تسلم فريق الخبراء المساهم في تقرير التقييم السادس التاريخي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، عشرات الآلاف من الردود التي أصدرتها الحكومات والشركات.

سيساعد هذا التقييم في تحديد نتيجة مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ، وتحديد أهداف الانبعاثات التي يتعين على الحكومات الوفاء بها.

في حين وُصِفت معظم التعليقات المسربة المقدمة نيابة عن الحكومات والشركات بأنها بناءة. لكن العديد من التعليقات، التي اطلعت عليها وحدة الصحافة الاستقصائية في منظمة السلام الأخضر ببريطانيا، ركزت على تخفيف خطط الأهداف البيئية الصعبة الجديدة التي يقول العلماء إنها ضرورية.

تضمنت التعليقات دعوة إلى "حذف" تصريح، مفاده أن "تركيز جهود إزالة الكربون في قطاع أنظمة الطاقة يجب أن ينصب على التحول السريع إلى مصادر خالية من الكربون والتخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري". وقالت وحدة الصحافة الاستقصائية إنّ هذا التعليق جاء من مستشار لوزير البترول والثروة المعدنية السعودي.

تحديات هائلة 

حسبما ورد، قال عالم من مؤسسة Central Institute of Mining and Fuel Research في الهند، التي لها علاقات بالحكومة، إن "التحديات الهائلة" لتوفير الكهرباء بثمن معقول تعني أن الفحم من المرجح أن يظل مصدراً للطاقة لعقود.

كذلك، يقال إن مسؤولاً رفيع المستوى في الحكومة الأسترالية رفض افتراض أن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم يجب إغلاقها ضمن الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المناخ.

بينما قيل إن البرازيل والأرجنتين دعتا إلى إزالة أو تعديل الإشارات إلى أهمية "النظم الغذائية القائمة على النباتات"، وكذلك إزالة أو تعديل وصف لحوم البقر بأنها "عالية الكربون". وقالت وحدة الصحافة الاستقصائية إن الأرجنتين طالبت أيضاً بإلغاء الإشارات إلى حملة "إثنين بلا لحوم"، وكذلك إلغاء فرض الضرائب على اللحوم الحمراء.

فيما كشف التسريب أن الصين، وأستراليا، والمملكة العربية السعودية، ومنظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) كلها تدعم التقاط الكربون وتخزينه كوسيلة للحد من تأثيره البيئي.

تتضمن عملية التقاط الكربون وتخزينه محاصرة الكربون عند مصدر انبعاثه، مثل محطة طاقة تعمل بالوقود الأحفوري. لكن العلماء حذروا من أن عملية التقاط الكربون وتخزينه يمكن أن تلعب دوراً صغيراً فقط في الحد من تأثيره على الكوكب.

عملية التقاط الكربون

بينما قال سيان برادلي، كبير الباحثين بـChatham House لوحدة الصحافة الاستقصائية، إنه "ليس هناك أي اقتراح يُؤكد أن عملية التقاط الكربون وتخزينه يمكن أن تُعالج الجزء الأكبر من الانبعاثات المرتبطة بالوقود الأحفوري في وضعها اليوم".

أما في الملفات المسربة، فقيل إن سويسرا تركز على تعديل عناصر مسودة التقرير التي تجادل بأن البلدان النامية ستحتاج إلى دعم مالي من البلدان الغنية لتحقيق أهدافها المناخية.

بينما قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إن العمليات التي يجري من خلالها إعداد التقرير "مصممة لحمايته من ضغوطات جميع الجهات".

من جانبه قال متحدث رسمي باسم الهيئة لصحيفة The Independent البريطانية، إن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أدارت العملية "بشفافية تامة، كما نقوم بشكل روتيني بنشر المسودات الأولية وتعليقات المراجعة وردود المؤلف على التعليقات فور الانتهاء من التقرير. مسودات التقرير مجرد نسخ مبكرة من التقرير ليختبر المؤلفون أفكارهم مع بعضهم البعض ثم يراجعونها بما يتماشى مع المناقشات داخل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ".

في حين قالت عالمة المناخ البروفيسورة كورين لو كيري، التي ساعدت في إعداد ثلاثة تقارير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لشبكة BBC البريطانية، إنه "لم يكن هناك ضغط مطلقاً على العلماء لقبول التعليقات. وإذا كانت التعليقات تمثل ضغطاً، وإذا لم يكن هناك ما يبررها من قِبل العلم؛ فلن يجري دمجها في تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ".

تحميل المزيد