كشف مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021 أن إيران غير مستعدة للعودة إلى المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، وأن فريقها الجديد للمفاوضات يريد مناقشة النصوص التي ستطرح عندما يجتمع مع التكتل في بروكسل في الأسابيع المقبلة.
إنريكي مورا، مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي يتولى مهمة تنسيق المحادثات، زار طهران الخميس، للاجتماع مع أعضاء من فريق التفاوض الإيراني بعد أربعة شهور من توقف المحادثات بين إيران والقوى العالمية.
وكشف المسؤول للصحفيين، شريطة عدم الإفصاح عن هويته "إنهم غير مستعدين بعد للحوار في فيينا"، مضيفاً أنه يعتقد أن طهران "عازمة بالتأكيد على العودة إلى فيينا وعلى إتمام المفاوضات".
في وقت يرفض فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الآن استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا بشأن عودة الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق الذي فرضت إيران بموجبه قيوداً على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وقبيل زيارة مورا قال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إن الزيارة جاءت في وقت حساس، مضيفين أنه لا يمكن اعتبار أن الأمور "تمضي كالمعتاد" نظراً لتصاعد أنشطة إيران النووية وتعثر المفاوضات، فيما قالت الولايات المتحدة إن الوقت ينفد.
تصعيد أمريكي وإسرائيلي
يأتي هذا في وقت يتخذ مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي نهجاً متشدداً إزاء إيران، الأربعاء؛ إذ قال مسؤولون أمريكيون إنهم سيبحثون جميع الخيارات إذا تقاعست طهران عن إحياء اتفاق 2015 النووي، وأعلنت إسرائيل أنها تحتفظ بحق التصرف.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الإسرائيلي يائير لابيد، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد: "سنبحث جميع الخيارات لمواجهة التحديات التي تمثلها إيران"، فيما قال لابيد: "إذا لم يصدق الإيرانيون أن العالم جاد في إيقافهم، فسيسرعون إلى صنع قنبلة. إسرائيل تحتفظ بحق التصرف في أي لحظة وبأي طريقة".
وسبق أن قصفت إسرائيل مواقع نووية في العراق وسوريا.
وشدد المسؤولون الأمريكيون على أن واشنطن لا تزال تفضل العودة للامتثال للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 إبان إدارة رئيسها السابق دونالد ترامب، لتبدأ إيران بعدها بعام تقريباً انتهاك قيوده النووية.
وعبر دبلوماسي غربي، الأربعاء، عن اعتقاده بأن المحادثات قد تستأنف في أواخر أكتوبر/تشرين الأول على أقرب تقدير.
وأبرمت إيران الاتفاق عام 2015 مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة. وانعقدت آخر جولة من محادثات فيينا في يونيو/حزيران. وقالت إيران إن المحادثات ستستأنف "قريباً"، لكنها لم تحدد موعداً جديداً.
وأشار إلى أن الطرفين أحرزا تقدماً في أول ست جولات من المحادثات غير المباشرة في فيينا لإحياء الاتفاق، لكنه ألمح إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة في عهد رئيسي الذي أصبح رئيساً للبلاد في أغسطس/آب قد تتبنى موقفاً مختلفاً.