كشف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لموقع Axios الأمريكي، الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنَّ إدارة بايدن تواجه معضلة جديدة مع استمرار تجميد المفاوضات النووية مع إيران؛ إذ تخشى واشنطن إذا ما كانت الضغوطات التي تمارسها على إيران ستجدي نفعاً، وتدفعهم للعودة إلى اتفاق 2015، أم ستدفعهم إلى تصعيد البرنامج النووي.
وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أخبر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في اجتماعهما في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول، أنَّ إسرائيل تخشى أن تصبح إيران "دولة عتبة نووية"، وأخبر لابيد سوليفان أنه في ضوء المأزق الحالي هناك حاجة لخطة بديلة للاتفاقية النووية.
قلق أمريكي من الضغط على إيران
فيما قال مسؤولون إسرائيليون لموقع Axios، إنَّ هذه المعضلة كانت محور الجولة الأخيرة من المحادثات الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية، حول البرنامج النووي الإيراني الأسبوع الماضي.
وضغط الجانب الإسرائيلي على الفريق الأمريكي، برئاسة سوليفان؛ لممارسة مزيد من الضغط على إيران، من خلال عقوبات إضافية وعمليات تخريبية ضد البرنامج النووي، وتحذيرات من احتمال وجود خيار عسكري على الطاولة إذا استمرت إيران في استفزازاتها النووية، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.
الجانب الأمريكي وافق على الحاجة لمواجهة الإجراءات الإيرانية الأخيرة، لكنه أعرب عن قلقه من أنَّ مثل هذه الخطوات قد تولد رد فعل إيرانياً عنيفاً.
إذ قالت مصادر مطلعة على المحادثات إنَّ محاولات التخريب التي ألحقت الضرر بمنشأة طرد مركزي متطورة في إيران، نسبتها طهران إلى إسرائيل، دفعت الإيرانيين إلى تصعيد برنامجهم، ووفرت ذريعة لتقييد وصول مفتشي الأمم المتحدة.
بعد ذلك سأل الإسرائيليون الجانب الأمريكي عمّا إذا كان لديه موعدٌ نهائي لإنهاء المأزق الحالي واتخاذ أية خطوات ضد إيران، كما أخبر مسؤولون إسرائيليون Axios.
ورد الجانب الأمريكي أنه يأمل أن يؤدي الضغط المتزايد على إيران من روسيا والاقتصاد الإيراني المتعثر إلى عودة الإيرانيين إلى الاتفاق النووي، وكان أحد القرارات التي أسفرت عنها المحادثات الأمريكية-الإسرائيلية هو تشكيل مجموعات عمل مشتركة لتقييم الاقتصاد الإيراني، وتحديد نقاط الضغط، وكذلك تحديد الخطوات ضد إيران، التي يمكن أن تأتي بنتائج عكسية.
مسؤول إسرائيلي قال للموقع الأمريكي إنَّ المعضلة الأمريكية حقيقية، وإسرائيل تتفهمها. وأضاف: "نعلم أنهم يبحثون عن التوازن الصحيح، لكننا نريد أن نعرف كم سيستغرق الأمر".
وصرّح مسؤول أمريكي كبير لموقع Axios: "بالنظر إلى الضغط الذي تتعرض له إيران، نريد أن نرى أي الخطوات ستكون فعالة، وما الخطوات التي قد تأتي بنتائج عكسية. وبالتالي نحن منخرطون في محادثات استراتيجية مُفصَّلة مع الشركاء والحلفاء، حول ماهية الخطوات التي ستقودنا حقاً إلى هدفنا المشترك، وهو ضمان عدم تمكين إيران أبداً من تطوير سلاح نووي".
لكن المبعوث الأمريكي لإيران، روب مالي، قدم تقييماً أكثر تشاؤماً لمكان المحادثات النووية خلال حدث افتراضي، اليوم الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول، في مؤسسة كارنيغي، قال مالي: "علينا الاستعداد لعالم لا توجد فيه قيود على البرنامج النووي الإيراني، وعلينا التفكير في خيارات للتعامل مع ذلك، هذا ما نفعله بينما نأمل أن يعودوا إلى الصفقة".
وأضاف مالي أنه سيتوجه خلال الأيام المقبلة إلى السعودية والإمارات وقطر، لبحث الملف الإيراني.
زيارة أوروبية إلى طهران
يأتي هذا في وقت يعتزم فيه منسق الاتحاد الأوروبي بشأن إيران، إنريكي مورا، زيارة طهران الخميس، وهي زيارة قال دبلوماسيون من ترويكا الاتحاد بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إنها تأتي في وقت مهم مع مواصلة إيران إحراز تقدم على صعيد برنامجها النووي، وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين: "الوضع النووي يتفاقم باستمرار وشدة"، في إشارة إلى تسريع إيران تخصيب اليورانيوم لدرجات نقاء أعلى، وهو مسار محتمل لصنع قنبلة نووية، وأضافوا: لهذا السبب الزيارة ليست عملاً اعتيادياً من وجهة نظر ترويكا الاتحاد الأوروبي، وإنما تأتي في ظل أزمة عميقة تواجه خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
ويشار إلى أن مفاوضات النووي بين طهران وواشنطن، التي تعقد تحت رعاية الاتحاد الأوروبي تهدف إلى عودة واشنطن للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مايو/أيار 2018، ودفع إيران إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
وبعد فوز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في انتخابات 18 يونيو/حزيران الماضي، تم تعليق هذه المفاوضات في فيينا.