اتخذ مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي نهجاً متشدداً إزاء إيران، الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إذ قال مسؤولون أمريكيون إنهم سيبحثون جميع الخيارات إذا تقاعست طهران عن إحياء اتفاق 2015 النووي، وأعلنت إسرائيل أنها تحتفظ بحق التصرف.
يأتي هذا في وقت يرفض فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الآن استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا بشأن معاودة كلا الجانبين الامتثال للاتفاق الذي قلصت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
اجتماع أمريكي إسرائيلي إماراتي
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الإسرائيلي يائير لابيد والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد: "سنبحث جميع الخيارات لمواجهة التحديات التي تمثلها إيران".
فيما قال لابيد: "إذا لم يصدق الإيرانيون أن العالم جاد في إيقافهم، فسيسرعون إلى صنع قنبلة. إسرائيل تحتفظ بحق التصرف في أي لحظة وبأي طريقة".
وسبق أن قصفت إسرائيل مواقع نووية في العراق وسوريا.
وشدد المسؤولون الأمريكيون على أن واشنطن لا تزال تفضل العودة للامتثال للاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 إبان إدارة رئيسها السابق دونالد ترامب، لتبدأ إيران بعدها بعام تقريباً انتهاك قيوده النووية.
وعبر دبلوماسي غربي، الأربعاء، عن اعتقاده بأن المحادثات قد تستأنف في أواخر أكتوبر/تشرين الأول على أقرب تقدير.
وأبرمت إيران الاتفاق عام 2015 مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة. وانعقدت آخر جولة من محادثات فيينا في يونيو/حزيران. وقالت إيران إن المحادثات ستستأنف "قريباً"، لكنها لم تحدد موعداً جديداً.
وتنفي إيران رغبتها في حيازة أسلحة نووية.
زيارة أوروبية لطهران
ويعتزم منسق الاتحاد الأوروبي بشأن إيران، إنريكي مورا، زيارة طهران الخميس، وهي زيارة قال دبلوماسيون من ترويكا الاتحاد بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إنها تأتي في وقت مهم مع مواصلة إيران إحراز تقدم على صعيد برنامجها النووي، وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين: "الوضع النووي يتفاقم باستمرار وشدة"، في إشارة إلى تسريع إيران تخصيب اليورانيوم لدرجات نقاء أعلى، وهو مسار محتمل لصنع قنبلة نووية، وأضافوا: لهذا السبب الزيارة ليست عملاً اعتيادياً من وجهة نظر ترويكا الاتحاد الأوروبي، وإنما تأتي في ظل أزمة عميقة تواجه خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).
وكان المبعوث الأمريكي الخاص بالملف الإيراني، روب مالي، قال، في وقت سابق من الأربعاء، إن الولايات المتحدة مستعدة لبحث "جميع الخيارات" إذا لم تكن إيران مستعدة للعودة للالتزام بقيود الاتفاق النووي الموقع في 2015 الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي كان نائبه جو بايدن الرئيس الحالي.
وتعني عبارة "جميع الخيارات" احتمال اللجوء للعمل العسكري، وإن كان ذلك عن بعد.
حكومة رئيسي ترفض المحادثات
غير أن محللين يرون هذه التعليقات انعكاساً لحالة عدم اليقين بشأن ما إذا كانت حكومة رئيسي ستعود للمحادثات، وما إذا كانت ستوافق على إحياء الاتفاق لو عادت، أكثر من كونها تشير لنهج متشدد إزاء إيران.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مالي سيتوجه للإمارات وقطر والسعودية من 15 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول، للتنسيق مع الحلفاء الخليجيين، وقال مالي في مشاركة عبر الإنترنت مع مؤسسة بحثية في واشنطن: "سنكون مستعدين للتواؤم مع واقع مختلف يتعين علينا فيه التعامل مع كل الخيارات لمواجهة برنامج إيران النووي إذا لم تكن مستعدة للعودة للالتزام بقيود الاتفاق النووي".
وأضاف: "هناك احتمال قائم بأن تختار إيران مساراً مختلفاً، ونحن بحاجة إلى التنسيق مع إسرائيل والشركاء الآخرين في المنطقة. سأسافر إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في غضون أيام لمناقشة الجهود الرامية للعودة إلى (الاتفاق النووي) والخيارات المتاحة أمامنا لتقييد البرنامج النووي الإيراني إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك الهدف".
وأشار إلى أن الطرفين أحرزا تقدماً في أول ست جولات من المحادثات غير المباشرة في فيينا لإحياء الاتفاق، لكنه لمّح إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة في عهد رئيسي الذي أصبح رئيساً للبلاد في أغسطس/آب قد تتبنى موقفاً مختلفاً.