توفي الداعية السعودي المعتقل، موسى القرني، داخل محبسه، الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وذلك بعد اعتقال دام قرابة 14 سنة، حسبما أعلنت جهات حقوقية ونشطاء سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي لم تعلق فيه السلطات السعودية حتى الآن على صحة تلك الأنباء.
حيث قالت منظمة "سند" للدفاع عن الحقوق السياسية والمدنية والوقوف ضد الاعتقالات التعسفية في السعودية، إن هناك أنباء مؤكدة عن وفاة القرني في أحد السجون.
المنظمة الحقوقية أضافت أن تلك الوفاة تأتي بعد "معاناة طويلة مع المرض وإهمال طبي متعمد داخل معتقلات النظام، حيث تدهورت حالته الصحية بشكل كبير في السنوات الأخيرة دون أن يتلقى أي رعاية طبية.. تعرض لصنوف الأذى والتعذيب والتضييق أثناء اعتقاله وحبس في العزل الانفرادي لفترات طويلة وتدهورت حالته الصحية في السنوات الأخيرة دون مبالاة من السلطة".
فيما أشارت إلى أن القرني اعتُقِل في فبراير/شباط 2007 مع مجموعة من الحقوقيين بسبب مطالبتهم بإنشاء جمعية لحقوق الإنسان في السعودية.
كما قال حساب معتقلي الرأي (المعني بقضايا المعتقلين في المملكة): "تأكد لنا خبر وفاة شيخ الحقوقيين، وكبير إصلاحيي جدة، المفكر الدكتور موسى القرني، في صباح الثلاثاء، وذلك بعد تدهور حالته الصحية داخل السجن.. إنا لله وإنا إليه راجعون".
على إثر ذلك، أعلن حساب "معتقلي الرأي" أنه "سيقوم بتغيير صورة البروفايل اعتباراً من ليلة الثلاثاء ولمدة 24 ساعة، ووضع صورة القرني رحمه الله؛ وذلك تخليداً لذكراه، وتذكيراً بجريمة السلطات التي أودت بحياته بسبب الإهمال الصحي".
استنكار واسع
في غضون ذلك، نعى أكاديميون ونشطاء وحقوقيون القرني على مواقع التواصل، وسط استنكار للممارسات التي تنتهجها السلطات السعودية بحق المعتقلين داخل سجونها.
إذ قال عبد الله، نجل الداعية السعودي المعتقل الشيخ سلمان العودة: "الحكومة السعودية اليوم قتلت الشيخ موسى القرني بالإهمال الطبي والحرمان من أبسط الحقوق في سجنه، وهو أحد أبرز إصلاحيي جدة المعتقلين منذ 2007 بسبب مطالبهم بدولة الدستور والحقوق والإصلاح السياسي".
العودة أرفق تغريدة بصورة للقرني قبل وبعد واقعة اعتقاله.
بدوره، علّق الباحث والأكاديمي الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، على واقعة الوفاة، قائلاً: "لا مستقبل لأمةٍ يُقتَلُ خيارُها، ويُقيَّدُ أحرارُها، وهي قاعدةٌ راكدةٌ".
من جهته، وصف الكاتب الصحفي المصري، جمال سلطان، حادثة الوفاة تلك بأنها "مأساة جديدة تخصم من سمعة المملكة وتعطي أسوأ الانطباعات في العالم عن العنف المفرط للدولة".
اعتقال القرني
يشار إلى أن السلطات السعودية كانت قد اعتقلت القرني، ودعاة بارزين، وناشطين في البلاد، خلال عام 2007، بتهم "الإرهاب والتآمر على الدولة"، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.
واعتقل القرني في عام 2007، وحُكم عليه في ذات القضية مع المعتقل المعروف الدكتور سعود الهاشمي وآخرين بالسجن 20 عاماً، والمنع من السفر بعد انقضاء محكوميته 20 عاماً، علماً بأنه يبلغ من العمر حالياً 66 عاماً.
فيما حُكم عليه بالسجن 20 عاماً، والمنع من السفر بعد انقضاء محكوميته 20 عاماً، وكان عمره حينها 65 عاماً.
كان القرني قد تعرض لجلطة دماغية في شهر مايو/أيار 2018، تسببت في نقله إلى مستشفى للأمراض العقلية في جدة.
جدير بالذكر أن القرني يعد داعية وأكاديمياً يحمل درجة الدكتوراه في أصول الفقه، وعمل في التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعميداً لشؤون الطلبة في ذات الجامعة.
أيضاً عمل مدرساً في جامعة بيشاور الباكستانية، وكان مديراً للأكاديمية الإسلامية للعلوم والتقنية التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي في بيشاور كذلك.
إلا أنه عمل في المحاماة والاستشارات الشرعية بعد إحالته إلى التقاعد بقرار ملكي، وكان له ديوانية سبتية (اجتماع كل سبت) في منزله، للتحدث عن الإصلاح الداخلي.