نبَّه رئيس مجموعة لقاحات أكسفورد إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم قد يصابون بكورونا ويلقون حتفهم هذا الخريف دونما داعٍ، حيث تفضِّل الدول الغنية توفير الجرعات المعززة لمواطنيها "الذين يتمتعون بدرجة مرتفعة من الحماية" على توزيع اللقاحات على الدول الأخرى، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
البروفيسور السير أندرو بولارد، يقول إن الجرعة الثالثة "يمكن" أن تساعد في حماية بعض الأشخاص، إلا أن "الفائدة المحتملة" للغالبية العظمى "محدودة" لأن معظم الأشخاص الذين يحقنون بجرعتين يتمتعون بالفعل "بحماية مرتفعة" من كوفيد-19.
مأزق أخلاقي مزعج
المتحدث ذاته أكد أن "امتناع" الدول الغنية عن توزيع مزيد من اللقاحات هذا الصيف- إلى جانب قراراتها الشروع في برامج شاملة لتوفير جرعات معززة- يعني أن أعداداً كبيرة من الوفيات التي يمكن تجنبها ستصبح حتمية.
واعتبر أن إمدادات اللقاحات إلى البلدان الفقيرة تتحسن ويرجح أن تستمر في التحسن، "لكن ذلك لن يكون قريباً بما يكفي لمئات الآلاف من الأشخاص".
يضيف بهذا الخصوص أيضاً أنه "من الرائع حقاً" أنه خلال الشهر المقبل، سيكون 50% من سكان العالم قد تلقوا جرعة واحدة على الأقل لتحصينهم من كوفيد-19، لكنه لفت إلى أن "التقدم الملحوظ" الذي أحرزه العالم في مواجهة فيروس كورونا "يشوهه مأزق أخلاقي مزعج". وأضاف: "ببساطة شديدة جرعات اللقاح لم توزع توزيعاً عادلاً".
كما شدد : "رقم 50% يخفي وراءه إجحافاً بالغاً. أكثر من 95% من الناس في البلدان الفقيرة لم يتلقوا حتى جرعتهم الأولى، بينما تم تطعيم أكثر من 60% من الناس في البلدان الغنية. ونحن محصَّنون، لكنهم ليسوا كذلك".
الجرعة الثالثة لا يجمع عليها كل العلماء
يذهب البروفيسور بولارد إلى أنه من أجل إحداث تغيير في معدل الوفيات العالمي هذا العام، لا يكفي أن نتعهد بتقاسم الجرعات- مليار جرعة تعهدت بها مجموعة الدول السبع في يونيو/حزيران- بل يتعين علينا في الواقع إعطاء الجرعات لمن هم عرضة لخطر الموت، وحقنهم باللقاح قبل إصابتهم بالفيروس.
كما كشف أن مسألة الجرعات المعززة لم يتفق عليها جميع العلماء بعد.
يقول بهذا الشأن: "معظم الأشخاص الذين يتلقون جرعتين يتمتعون بحماية كبيرة من الإصابة بدرجة خطيرة من المرض لدرجة أن جرعة معززة لن تحسّن هذه الحماية كثيراً".
وأضاف: "لكن ما يتفق عليه العلماء أن الجرعات الأولى تنقذ حياة من لم يتلقوا اللقاح. ولا بد من إعطاء الأولوية لهم أينما كانوا".
لكن رغم دعوة بولارد الدول الغنية لمنح المزيد من الجرعات للدول الفقيرة على نحو عاجل، ناشد أيضاً الأفراد الذين يفكرون في اتخاذ موقف من هذه المسألة بعدم رفض الجرعات المعززة إذا عرضت عليهم.
وقال: "لا يمكن إعادة توجيه الجرعة الموجودة في ثلاجات (أو مجمدات) اللقاح إلى شخص آخر في بلد آخر، لأن العقبات التنظيمية ومدة الصلاحية لا تجعل إعادة توزيع هذه الجرعة أمراً عملياً. والاحتجاج على التطعيم على المستوى الفردي ليس صائباً وسيؤدي إلى إهدار هذه الجرعات الثمينة. فإذا طُلب منك تلقيها، فلتفعل".