يلتقي وفد من حركة طالبان، الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، في العاصمة القطرية الدوحة، بمسؤولين أوروبيين وأمريكيين، في وقت تسعى فيه الحركة إلى كسر عزلتها الدولية بعد سيطرتها على أفغانستان عقب انسحاب أمريكا من البلاد.
المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي، قالت إنّ مسؤولين أمريكيين وأوروبيين سيلتقون ممثّلين عن السلطات الجديدة في أفغانستان لإجراء محادثات بوساطة قطرية في الدوحة. وكانت طالبان قد عقدت يومَي السبت والأحد الفائتين اجتماعات مع الولايات المتحدة في قطر.
أضافت مصرالي أن من شأن الاجتماع أن "يتيح للجانب الأمريكي والأوروبي معالجة قضايا" تشمل توفير ممر آمِن للراغبين بالمغادرة، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، واحترام حقوق النساء وتجنّب تحوّل أفغانستان إلى ملاذ للجماعات "الإرهابية"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
لفتت المتحدثة كذلك إلى أن اللقاء "غير الرسمي سيجرى على المستوى التقني ولا يشكل اعترافاً بالحكومة الانتقالية".
يأتي ذلك بينما تسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان، والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية، وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها، فيما لم يعترف أي بلد بشرعية حكم طالبان في أفغانستان.
كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا يوم الإثنين الفائت العالم إلى ضخّ السيولة في البلاد لتجنّب انهيارها اقتصادياً.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية في حكومة طالبان أمير خان متقي، أن الحركة "تريد علاقات إيجابية مع كل العالم"، مضيفاً: "نؤمن بعلاقات دولية متوازنة. نعتقد أن العلاقات المتوازنة من الممكن أن تنقذ أفغانستان من انعدام الاستقرار".
من جهته، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ التكتّل يتطلّع إلى تعزيز مساعداته المباشرة للشعب الأفغاني في مسعى لتجنيب البلاد "الانهيار"، وأضاف: "لا يمكننا أن نكتفي بالانتظار ورؤية ما سيحصل. علينا أن نتحرك، وأن نتحرّك سريعاً"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يواجه المجتمع الدولي مهمة بالغة الدقة تكمن في توفير المساعدات الطارئة للشعب الأفغاني من دون تقديم أي دعم لحكم طالبان، وقال غوتيريش إنه "منزعج خصوصاً بسبب عدم وفاء حركة طالبان بالوعود التي قطعتها للنساء والفتيات الأفغانيات".
قبل ثلاثة أسابيع سُمح للفتيان الأفغان بالعودة إلى المدارس الثانوية، لكن طُلب من الفتيات والمدرّسات ملازمة منازلهن في غالبية أنحاء البلاد، علماً بأنه سمح بعودة البنات إلى المدارس الابتدائية.
يُشار إلى أن قطر أعلنت، أمس الإثنين، أن المحادثات بين مسؤولين من "طالبان" وآخرين أمريكيين، خلصت إلى مخرجات "إيجابية وبناءة"، مشيرة إلى أن الجانبين اتفقا على استمرار التواصل بينهما في الفترة المقبلة.
يُذكر أن حركة طالبان سيطرت في 15 أغسطس/آب الماضي، على أفغانستان بالكامل تقريباً، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت نهاية الشهر ذاته.