كشفت صحيفة The Times البريطانية الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021 أن الجيش الألماني يحقق في "زمرة ذئبية" وهي مجموعة من الجنود المتطرفين اليمينيين في الوحدة التي تشكل حرس الشرف في الزيارات الرسمية.
الصحيفة قالت إن السلطات أوقفت عريفاً واحداً على الأقل، فيما يخضع عشرات الجنود للاستجواب وسط مزاعم بأن زعيمهم كان يرتدي قميصاً يمجّد أدولف هتلر وشجع أتباعه على إخضاع المجندين الجدد لطقوس "التنكيل" المهينة.
ويعاني الجيش الألماني من انتشار النازية الجديدة وغيرها من الحركات اليمينية المتطرفة السرية. ففي العام الماضي، ارتفع عدد المتطرفين اليمينيين المشتبه بهم الذين حقق معهم جهاز مكافحة التجسس العسكري إلى 1016 عن 743 في العام السابق.
وتعهدت وزيرة الدفاع، أنغريت كرامب كارينباور (59 عاماً) باتباع نهج "المكنسة الحديدية" الذي لا مكان فيه للتسامح بعد سلسلة من الأحداث المحرجة مثل حل وحدة نخبة في القوات الخاصة ومحاكمة ضابط انتحل شخصية لاجئ سوري لشن هجوم إرهابي "زائف" لإثارة أعمال انتقامية عنيفة ضد المهاجرين.
وفي يونيو/حزيران، سُحبت فصيلة مشاة مدرعة ألمانية بالكامل من قاعدة الناتو في ليتوانيا بعد أن قيل إن أعضاءها احتفلوا بذكرى ميلاد هتلر في حفلة صاخبة صاحبتها مزاعم كثيرة بوقوع حوادث تحرش جنسي.
على أن الحادث الأخير، الذي كانت صحيفة Der Spiegel أول من أشارت إليه، شديد الحساسية نظراً لدور وحدة حرس الشرف في الاحتفالات الرسمية التي تشارك فيها المستشارة والرئيس الألماني وقادة العالم الآخرون ويُقال إن زعيم هذه المجموعة، الذي يحمل رتبة عريف ويبلغ من العمر 32 عاماً، له صور يظهر فيها مرتدياً قميصاً مزيناً بشمس سوداء، وهو رمز الرايخ الثالث الذي صممه قائد قوات الأمن الخاصة هاينريش هيملر.
وكان يحمل شعاري "Sun Studio 88"- في إشارة واضحة إلى "Heil Hitler" أو التحية النازية- و"We are brown"، في إشارة إلى لون العلامة المميزة للحزب النازي (اللون البني).
وأشارت مزاعم إلى أن رفاقه تبولوا على مجندين جدد أثناء الاستحمام وأحرقوا جلدهم بولاعات السجائر. وأشارت مزاعم أيضاً إلى أنهم أساءوا إلى الجنود المنحدرين من أصل آسيوي بمصطلح "عيون مشقوقة" ومسحوا أعضاءهم التناسلية بوجوه زملائهم النائمين.
وتعتقد وزارة الدفاع أن الشبكة الأساسية تتكون من عريف ورقيبين وما لا يقل عن ثلاثة جنود آخرين في السرية الثانية من كتيبة الحرس التي يبلغ قوامها 1000 فرد. ويعتقد أنهم تربطهم علاقات بعشرات من الجنود اليمينيين المتطرفين الآخرين في أجزاء أخرى من الجيش.
فيما قال أحد المطلعين لصحيفة Der Spiegel إن أيديولوجيتهم في جزء منها يمينية متطرفة وفي الجزء الآخر فولكيش، وهي حركة عرقية قومية أثرت كثيراً على النازيين. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن هذه الشكوك تؤخذ "على محمل الجد".