قال القائم بأعمال وزير الخارجية بالحكومة الأفغانية المؤقتة، أمير خان متقي، الإثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن حكومة طالبان الجديدة قادرة على القضاء على التهديد الذي يمثله مسلحو تنظيم "داعش"، الذين شنّوا سلسلة هجمات دامية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
متقي أضاف أن عدم الاستقرار بأفغانستان لا يصب في مصلحة أحد، داعياً المجتمع الدولي إلى التعاون، قائلاً إن أفغانستان لن تكون قاعدة لشن هجمات على دول أخرى.
يشار إلى أن تنظيم "داعش-إمارة خراسان" في أفغانستان أعلن، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على تطبيق "تليغرام"، مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في وقت سابق من اليوم نفسه، والذي استهدف مسجداً للشيعة بولاية قندوز شمال شرقي البلاد، وذلك في أعنف هجوم منذ سيطرة طالبان على مقاليد الأمور في أفغانستان.
هذه الهجمات سلطت الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه حركة طالبان، التي سيطرت على البلاد في شهر أغسطس/آب الماضي، وشنّت منذ ذلك الحين عمليات ضد خلايا تنظيم "داعش" في كابول.
فيما عبّرت "المفوضية الأوروبية" عن قلقها من تداعيات نشاط تنظيم "القاعدة" في أفغانستان.
"علاقات جيدة مع الجميع"
كما دعا وزير خارجية حكومة "طالبان" لتصريف الأعمال، دول العالم إلى "عدم التدخل في شؤون" بلاده الداخلية، مشدداً على رغبتهم في علاقات متوازنة مع جميع الدول وعلاقات جيدة وحسنة مع الجيران، مضيفاً: "نحن لا نتدخل في شؤون أي دولة ونتوقع من الآخرين المعاملة بالمثل (..)، والإملاء على أفغانستان من قبل الدول الأخرى لن يجدي نفعاً".
جاء ذلك في حوار مفتوح مع المسؤول الأفغاني، نظمه مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا (غير حكومي) بالعاصمة القطرية الدوحة.
يأتي الحوار إثر اختتام جولة من المحادثات بين واشنطن وطالبان، والتي بدأت في الدوحة، السبت واستمرت يومين، وهي الأولى منذ استعادة الحركة السلطة بأفغانستان في أغسطس/آب الماضي.
كانت حركة "طالبان" قد سيطرت، في 15 أغسطس/آب الماضي، على أفغانستان بالكامل تقريباً، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت نهاية الشهر ذاته.
في حين أضاف متقي: "توصلنا إلى حكومة مستقلة دونما تدخل من أي دولة أجنبية، وأفغانستان كلها باتت تنعم بالسلام تحت مظلة الحكومة الجديدة".
كذلك شدّد متقي على رغبة الحكومة الأفغانية المؤقتة في "بناء علاقات إيجابية مع الاتحاد الأوروبي"، منوهاً في هذا الإطار إلى أنهم لا يريدون لأوروبا أن "يثقل كاهلها بالمهاجرين الأفغان، فذلك ليس في مصلحتنا ولا مصلحة الدول الأوروبية".
اتفاق الدوحة
المسؤول الأفغاني ذاته أكد "أهمية المشاورات للوصول لأرضية مشتركة وإحلال السلام"، مضيفاً: "تطبيق اتفاق الدوحة يمكن أن يفضي إلى التغلب على كثير من العقبات".
فيما نوّه إلى أن "أفغانستان تريد علاقات خاصة مع دول الخليج والدول العربية أيضاً"، مستطرداً: "الشعب الأفغاني جزء مهم من العالم الإسلامي ويجب مد الجسور مع الدول العربية والإسلامية بعد العهد الجديد".
تعكس تلك التصريحات مسعى الحكومة الجديدة لإقامة علاقات مع الدول الأخرى، بينما تواجه أزمة اقتصادية تنذر بـ"كارثة"، بحسب مراقبين.
كما وصف متقي، المحادثات التي جرت بالدوحة مع المسؤولين الأمريكيين بالإيجابية، متابعاً: "أشكر الدوحة على استضافتها للمفاوضات طول السنوات الماضية".
"مناقشات احترافية"
في السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن الوفد الأمريكي في محادثات الدوحة بقطر ركز على المخاوف المتعلقة بالأمن والممر الآمن للمواطنين الأمريكيين وغيرهم من الرعايا الأجانب والأفغان، وكذلك على حقوق الإنسان، وضمن ذلك مشاركة جادة للنساء والفتيات في جميع جوانب المجتمع الأفغاني، وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضاً "توفير الولايات المتحدة مساعدات إنسانية قوية مباشرة للشعب الأفغاني".
برايس قال في بيان: "المناقشات كانت صريحة واحترافية، إذ أكد الوفد الأمريكي أن الحكم على طالبان سيكون من خلال أفعالها وليس فقط أقوالها"، إلا أنه لم يشر إلى ما إذا كان قد جرى التوصل لأي اتفاقات.
كانت قطر أعلنت، الإثنين، أن المحادثات التي جرت بين واشنطن وحكومة "طالبان" في الدوحة، خلصت إلى مخرجات "إيجابية وبناءة"، مشيرة إلى أن الجانبين اتفقا على استمرار التواصل بينهما في الفترة المقبلة.