قررت النيابة العامة المصرية، مساء الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حبس 3 متهمين احتياطياً على ذمة التحقيقات في واقعة العثور على آلاف اللقاحات غير المستخدمة ملقاة بجوار إحدى الترع (مجرى مائي) وسط مصر، واختفاء آلاف أخرى من مقر صحي حكومي.
حيث أفادت النيابة، في بيان، بأنها تلقت بلاغاً من وزيرة الصحة هالة زايد، للإبلاغ عن العثور على كمية من عبوات للقاح فيروس كورونا المستجد ملقاة بمصرف مياه في مركز بني مزار (بمحافظة المنيا) وبجواره".
النيابة أضافت أنه جرى تخصيص اللقاحات لمديرية الصحة في مدينة المنيا، الواقعة على بعد حوالي 220 كيلومتراً جنوبي القاهرة، وأن لجنة تشكلت لجرد مخازن الأدوية أظهرت "عجزاً بها بواقع 18400 عبوة تقدر قيمتها بإجمالي 5 ملايين و23 ألفاً و200 جنيه مصري".
فيما ذكر بيان النيابة العامة: "فحصت اللجنة العبوات الملقاة وعددها 13 ألفاً و412 عبوة فانتهت إلى عدم صلاحيتها للاستخدام لوجوب حفظها في درجات تبريد محددة".
كما أشارت إلى أنه تبين أيضاً فقد كمية أخرى تقدر بعدد 4988 عبوة من المخازن.
بينما لم يذكر البيان عدد الجرعات أو نوع اللقاح، لكن بياناً رسمياً سابقاً قال إنها من لقاحات شركة سينوفارم الصينية.
أكوام من العبوات البيضاء
في غضون ذلك، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر صوراً تظهر أكواماً من العبوات البيضاء، متناثرة على ضفاف ترعة في مركز بني مزار في شمال محافظة المنيا.
في حين أكدت النيابة العامة أن اللقاحات التي تم إلقاؤها فُقدت بعد أن أعطاها صيدلاني حاصل على ترخيص بمزاولة المهنة لسائق إحدى سيارات وزارة الصحة، لتسليمها إلى مديرية الصحة في المنيا.
ونوّهت إلى أن التحقيقات الأولية حمّلت الصيدلاني ومسؤولاً في مخازن المديرية مسؤولية الإهمال الجسيم، وأن أمراً صدر باحتجازهما للتحقيق، إلى جانب قائد السيارة، بعد أن "تباينت أقوال المتهمين الثلاثة، في أعقاب استجوابهم فيما نسب إليهم من اختلاس وإضرار عمدي بالمال العام، حيث أنكروا (تلك الاتهامات)".
كان المتهمون قد رددوا روايتين تشيران لوجود حالة سرقة تمت من مجهولين، حسب قولهم.
واقعة السرقة
لكن بيان النيابة استدرك: "لم تتلقَّ وزارة الصحة إخطاراً بواقعة السرقة حتى العثور على الكمية الملقاة، وعلى ذلك أمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام احتياطياً"، مشيراً إلى أن "المحكمة المختصة أمرت بمد حبس اثنين من المتهمين 15 يوماً إضافية، وجارٍ عرض الثالث عليها"، دون تفاصيل أكثر.
تستهدف مصر تطعيم 40 مليوناً من سكانها الذين يتجاوز عددهم 100 مليون بحلول نهاية العام الحالي، وتبذل مجهودات مضنية لزيادة معدل التطعيم وسط تأخر في الإمدادات، وتردد البعض في الإقبال على أخذ اللقاح.
يشار إلى أنه حتى 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بلغ عدد من تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كورونا في مصر أكثر من 13 مليوناً، بينما تجاوز عدد الذين تلقوا الجرعة الثانية 7 ملايين، وفق تصريحات لوزيرة الصحة هالة زايد.