تواجه مَدرسة ابتدائية في ولاية نيوجيرسي الأمريكية ضغوطاً لفصل معلمة متهمة بنزع حجاب طالبة مسلمة بالقوة خلال الأسبوع الماضي، طبقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث قالت ابتهاج محمد، والدة الفتاة، إن معلمة المدرسة الابتدائية في مدينة مابلوود، سيث بويدن، "نزعت بالقوة" حجاب ابنتها، وهي تلميذة في الصف الثاني، أمام بقية زملائها بالفصل.
فيما أضافت ابتهاج: "الطالبة الصغيرة، البالغة من العمر 7 سنوات، قاومت وحاولت التمسك بحجابها، لكن المعلمة نزعته، وكشفت شعرها أمام الفصل. تخيلوا أن يجرَّد طفل من ملابسه أمام زملائه في الفصل! تخيَّلوا مدى الإهانة والصدمة اللتين ستسببهما له هذه التجربة. هذه إساءة".
بخلاف ذلك، قالت المعلمة للطالبة المسلمة إن شعرها جميل، وإنها لم تعد مضطرة إلى ارتداء الحجاب في المدرسة، وفقاً للسيدة ابتهاج التي حثت الناس على الاتصال بمدير ومشرف المدرسة للاحتجاج.
يشار إلى أن ابتهاج، المولودة في مدينة ميبلوود بولاية نيوجيرسي، أمريكية من أصول إفريقية، وتنحدر من أبوين وُلدا في الولايات المتحدة، واعتنقا الإسلام.
كما أنها تعد أول أمريكية مسلمة محجة تشارك في الأولمبياد، وأول أمريكية مسلمة تنتزع ميدالية في منافسة أولمبية.
فتح تحقيق
من جهتها، أكدت المنطقة التعليمية التابعة لها المدرسة، في رسالة بريد إلكتروني إلى والدَي الفتاة، أنها تحقق في ما حدث.
فقد ذكرت مقاطعة ساوث أورانج مابلوود التعليمية: "يتعين علينا الالتزام بواجباتنا القانونية للحفاظ على سرية شؤون الموظفين والطلاب. وسنلجأ لآليات الإجراءات القانونية الواجبة في المنطقة؛ لضمان نتائج عادلة ونزيهة بناءً على نتائج تحقيقنا. وأي قرار أو نتيجة متعلقة بهذا الأمر سنحتفظ بهما إلى حين انتهاء التحقيق".
لكن بعض أفراد المجتمع ليسوا على استعداد للانتظار. إذ دعا مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) إلى فصل المعلمة فوراً.
المجلس قال على حسابه بموقع "تويتر": "نزع غطاء رأس ديني عن فتاة مسلمة بالقوة لا يعد سلوكاً بعيداً كل البعد عن الاحترام فحسب، ولكنه أيضاً تجربة مُهينة ومؤلمة. لابد من علاج ظاهرة كراهية الإسلام بمدارسنا العامة في نيوجيرسي. والفصول الدراسية مكان يُفترض أن يشعر فيه الطلاب بالأمان والترحيب، وليس الخوف من ممارسة عقيدتهم".
مواجهة العنصرية
في حين لفت مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية إلى أنه "لا يمكننا التحرك نحو أمريكا ما بعد العنصرية حتى نتخلص من العنصرية والتعصب الأعمى اللذين لا يزالان حاضرَين في جميع طبقات مجتمعنا. وبحماية الفتيات المسلمات اللاتي يرتدين الحجاب، فإننا نحمي حقوقنا جميعاً في أن نختار طريقة ارتدائنا لملابسنا".
بدوره، وصف صلاح الدين مكسوت، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ولاية نيوجيرسي، ما حدث بقوله: "مُهين لأي امرأة أو فتاة مسلمة أن تتعرض لمثل هذه الواقعة في الأماكن العامة".
جدير بالذكر أن طالبة مسلمة في مدرسة ثانوية بولاية نيوجيرسي كانت قد تعرضت خلال شهر أبريل/نيسان 2019، لاعتداء عنصري نفذته إحدى زميلاتها بالمدرسة.
حينها، أظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرُّض طالبة مسلمة محجبة لاعتداء بالضرب نفذته طالبة أخرى في قاعة الطعام بالمدرسة، وذلك بعدما أسقطتها أرضاً، وبصقت على وجهها، بعد محاولة انتزاع حجابها.