قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنه يجري الآن في السعودية، إعادة تقديم للمستشار السابق في الديوان الملكي، سعود القحطاني، المتهم بعملية قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي بقنصلية بلده في إسطنبول، مشيرةً إلى أنه يتقرب من العودة مجدداً للسلطة بالمملكة.
الصحيفة أشارت إلى أن إعادة تقديم القحطاني للعامة، تأتي من خلال حسابات المؤثرين المؤيدين للحكومة على الإنترنت، ويتم الحديث عنه باعتباره "شخصيةً وطنية خدمت بلادها جيداً".
بدأ ذلك مع قيام حسابات على الشبكات الاجتماعية مؤيدة للقيادة السعودية خلال الأشهر الأخيرة في نشر تحياتها المهداة إلى سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في خطوةٍ يراها الكثيرون تمهيداً لعودته التدريجية إلى مقاعد السلطة في المملكة.
بدأت المنشورات الداعمة للقحطاني في الظهور على الشبكات الاجتماعية منذ من مايو/أيار العام الجاري، وازدادت المنشورات أكثر في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، ولم تتوقف منذ ذلك الحين.
جميعها تُثني على القحطاني باعتباره "بطلاً" و"وطنياً" و"زعيماً"، وقد تضمنت العديد من المنشورات صوراً للقحطاني مع التحية، أو مقاطع فيديو تُظهره رفقة ولي العهد.
رأت الصحيفة البريطانية أن هذه المنشورات تحمل بصمات حملةٍ ممنهجة من النوع الذي لن يكون ممكناً لشخصيةٍ من هذا النوع بدون تصريحٍ من كبار القادة، خاصةً وسط البيئة الإعلامية السعودية الخاضعة للرقابة الشديدة.
في حين قال مسؤولٌ خليجٌي بارز: "لا جدال في أنّ القحطاني قد عاد. لكن السؤال هو: هل غادر القحطاني حقاً؟".
اختفاء القحطاني
كان القحطاني قد اختفى عن الأنظار عقب جريمة القتل المروعة لخاشقجي، وكادت تُطيح بمديره من تسلسل الخلافة، لكن الصحيفة البريطانية قالت إنه ظهر في الديوان الملكي، ونقلت عن أحد المسؤولين الذين رأوا القحطاني: "لقد بدا متوتراً للغاية، وكأنّه مذعور. فهو ما يزال يُحاول البقاء بعيداً عن الأنظار".
كانت قد برزت روايات عدة عن عودة القحطاني بالتزامن مع استحواذ الصندوق السيادي السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، عقب إنهاء الصفقة المثيرة للجدل التي عارضتها جماعات حقوق الإنسان بشدة.
ظلّ مكان القحطاني محل تكهنات كثيرة منذ اختفائه عن الساحة العامة أواخر عام 2018. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية وجهاز الاستخبارات البريطاني على قناعة بأنّ القحطاني كان الشخصية المحورية في الخطة التي شهدت تقطيع أوصال خاشقجي.
ترى The Guardian أن ظهور القحطاني في الديوان الملكي وذكر اسمه بشكل متزايد في حسابات الشبكات الاجتماعية التي تدعم بن سلمان، يعتبر مؤشرات على أنّ المسؤولين بدأوا يشعرون بالأمان الكافي للمخاطرة بإعادته إلى قلب الحكومة، وهي خطوةٌ ستُعارضها الولايات المتحدة بشكلٍ شبه مؤكد.
إلا أنه لا يزال من غير الواضح إن كانت القيادة السعودية تُخطط لعودة القحطاني علناً كمستشار، لكن عودته للظهور ستُثير تساؤلات كثيرة من جانب إدارة بايدن، التي همّشت بن سلمان واتهمته بإيواء المسؤولين الحقيقيين عن اغتيال خاشقجي ومنهم القحطاني الذي، يُوصف من المسؤولين الأمريكيين بأنّه زعيم عصابة، بحسب الصحيفة البريطانية.
يُذكر أن النيابة العامة السعودية قالت في ديسمبر/كانون الأول 2019 إن المحكمة الجزائية بالرياض برَّأت القحطاني في قضية قتل خاشقجي.