أعلنت وكالة تابعة للأمم المتحدة، ووسائل إعلام محلية في أفغانستان، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مقتل نحو 100 شخص وإصابة 200 آخرين في تفجير استهدف مسجداً للشيعة في ولاية قندوز شمالي البلاد، وذلك في أعنف هجوم منذ سيطرة طالبان على مقاليد الأمور في أفغانستان.
حيث قالت بعثة الأمم المتحدة بأفغانستان، في تغريدة على موقع "تويتر": "تشير المعلومات الأولية إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص في تفجير انتحاري داخل المسجد".
من جانبها، قالت إذاعة "السلام" المحلية إن "التفجير تسبب بمقتل نحو 100 مصلٍّ، وإصابة أكثر من 200 آخرين".
إلا أن وكالة بختار للأنباء، التي تديرها وزارة الإعلام الأفغانية، قالت إن انتحارياً هاجم المسجد، مما أدى إلى مقتل 46 وإصابة أكثر من 140 آخرين.
فيما أكد شهود عيان أن "التفجير هز مسجداً شيعياً الساعة 1:30 ظهراً بالتوقيت المحلي (09:00 ت.غ) خلال صلاة الجمعة بمسجد "سيد آباد" الكبير في قندوز.
في حين أظهرت صور ومقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، جثثاً محاطة بالأنقاض داخل المسجد، ودماراً كبيراً لحِق بالمسجد.
بدوره، أكد مطيع الله روحاني، رئيس دائرة الإعلام والثقافة في قندوز التابعة لحكومة حركة "طالبان"، وقوع الانفجار ومقتل العديد من المدنيين فيه.
في وقت سابق من يوم الجمعة، قال المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، على حسابه بموقع "تويتر"، إن "تفجيراً وقع خلال صلاة الجمعة، في مسجد للشيعة بمنطقة سيد آباد"، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى جراء الانفجار، دون أن يحدد عدد الضحايا.
على أثر ذلك، أغلقت طالبان كافة الطرق الواصلة إلى المسجد الذي ترتاده الأقلية الشيعية.
بينما لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم، في حين قال شهود عيان إنه عمل انتحاري.
انفجارات متتالية
هذا الانفجار الجديد وقع في أعقاب عدة هجمات حدثت خلال الأسابيع الأخيرة، من بينها هجوم على مسجد في كابول. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن بعض هذه الهجمات.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم "داعش" تبنى معظم الهجمات التي استهدفت الشيعة سابقاً في أفغانستان.
فيما سلطت هذه الهجمات الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه حركة طالبان، التي سيطرت على البلاد في شهر أغسطس/آب الماضي، وشنّت منذ ذلك الحين عمليات ضد خلايا تنظيم "داعش" في كابول.
جدير بالذكر أنه تم العثور على 8 جثث خلال الأيام الماضية، في مناطق متفرقة بمدينة جلال آباد.
يُشار إلى أنه في 15 أغسطس/آب الماضي، سيطرت حركة "طالبان" على أفغانستان بالكامل تقريباً، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت نهاية الشهر ذاته.