قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الولايات المتحدة حذّرت السودان من أن التقاعس عن إحراز تقدم في الانتقال إلى الحكم المدني قد يعرّض الدعم السياسي والاقتصادي من واشنطن للخطر.
حيث زار المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، السودان في الفترة من 28 سبتمبر/أيلول 2021 إلى الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد أسبوع من محاولة انقلاب أثارت التوترات بين الجماعات المدنية والعسكرية التي تتقاسم السلطة في البلاد.
مخطط الانقلاب
من جانبها قالت السلطات السودانية إن مخططي الانقلاب الموالين للرئيس المخلوع عمر البشير كانوا يحاولون إحباط الثورة التي أطاحت بالبشير من السلطة في 2019 وأدت إلى الانتقال إلى الديمقراطية.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إن فيلتمان التقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وكذلك رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك ضمن زعماء سياسيين آخرين.
كذلك قال برايس إن المبعوث الأمريكي حث الساسة السودانيين على إحراز "تقدم سريع" نحو الحكم المدني وضمن ذلك "التوصل إلى توافق بشأن الموعد" الذي تتولى فيه شخصية مدنية رئاسة مجلس السيادة.
أضاف برايس أن "الانحراف عن هذا المسار والتقاعس عن الوفاء بالمعايير الرئيسية سيعرضان علاقة السودان الثنائية مع الولايات المتحدة للخطر وضمن ذلك المساعدات الأمريكية الكبيرة".
تزامن ذلك مع إطلاق قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع لفض مظاهرة في العاصمة الخرطوم الخميس، شارك فيها نحو 20 ألف شخص؛ دعماً لعملية انتقال للديمقراطية بقيادة مدنية.
حيث كشفت محاولة الانقلاب التي اتهم المسؤولون جنوداً موالين لنظام عمر البشير السابق بالضلوع فيها، عن انقسامات كبيرة بين الجماعات العسكرية والمدنية التي تتقاسم السلطة خلال فترة انتقالية، من المفترض أن تستمر حتى عام 2023 وتفضي إلى انتخابات.
جاء العديد من المتظاهرين من خارج الخرطوم بالحافلات والقطارات من مدينتي عطبرة ومدني مثلما كان الحال خلال الاحتجاجات ضد الحكم العسكري بعد الإطاحة بالبشير مباشرة.
فيما لوّح حشد من عدة آلاف لدى وصول القطار من مدني بالعلم الوطني ورددوا هتافات تقول إن الجيش جيش السودان وليس جيش البرهان، في إشارة إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ومجلسه السيادي الحاكم.
الحكم المدني
من جانبها قالت إيمان صالح وهي طالبة جامعية (22 عاماً): "جئنا اليوم لصد أي انقلاب وتحقيق الحكم المدني.. لن نسمح للجيش بالسيطرة على ثورتنا".
في المقابل استقبل مسؤولون مدنيون المتظاهرين. لكن مراسلاً من رويترز قال إن قوات الأمن أطلقت في وقت لاحق، وابلاً من الغاز المسيل للدموع لتفريق التجمع.
يذكر أنه في الأيام والساعات التي أعقبت محاولة الانقلاب، اتهم مسؤولون مدنيون الجيش بتجاوز نطاق صلاحياته، في حين انتقد كبار الضباط أسلوب الإدارة المدنية في التعامل مع ملفي الاقتصاد والعملية السياسية.
في حين أطاح الجيش بالبشير في أبريل/نيسان 2019 بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بسبب أزمة اقتصادية متفاقمة. ووقع الجيش بعد ذلك اتفاقاً لتقاسم السلطة مع تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المدني، وأعلن تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير تأييده لمظاهرات اليوم.