قال وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول إن هناك اتصالات من قبل دولة الكونغو الديموقراطية تتم على مستوى رفيع لصياغة مقترحات لاستئناف مسار المفاوضات المتوقفة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا والخاصة بأزمة سد النهضة الإثيوبي.
وزير الخارجية المصري قال كذلك في تصريحات تلفزيونية إن مصر على استعداد كامل للانخراط في المفاوضات بين الدول الثلاث، ولكن لديها ثوابت؛ وهي أن تتم تلك المفاوضات في فترة زمنية محددة وفي إطار معزز من الخبراء للوصول لاتفاق قانوني ملزم لكل الأطراف يحفظ الحقوق المائية لجميع الأطراف.
شروط للمفاوضات
شكري قال إن مصر لا تضع شروطاً مسبقة للانخراط في المفاوضات، حيث جرت مفاوضات عديدة، ولكن يظل التعنت من الجانب الإثيوبي. وأضاف: "أتوقع دعوة لاستئناف المفاوضات بين الدول الثلاث من قبل دولة الكونغو الديموقراطية بنسبة كبيرة خلال الفترة المقبلة"، مشيراً إلى أن "مصر تتخذ الإجراءات التي تؤمن احتياجاتها وتوفير الحماية لمصالحها المائية".
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه السودان، الخميس، عدم الانخراط في أي محادثات بشأن سد النهضة، لا تتضمن كل النقاط المتعلقة بالملء الأول والتشغيل، وتبادل المعلومات.
جاء ذلك على لسان وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، عقب لقائه في الخرطوم، المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، وبراين هانت، نائب مساعد وزير الخارجية لشرق إفريقيا والسودان، وفق بيان للوزارة.
حيث أكد عباس "رفض السودان الانخراط في أي محادثات لا تتضمن كل النقاط المتعلقة بالملء الأول والتشغيل، وعلى رأسها سلامة سد الروصيرص (جنوب شرق) وإجراء الدراسات البيئية والاجتماعية، وتبادل المعلومات، وجميع النقاط التي تندرج تحت التشغيل الآمن المستمر، إضافة إلى توضيح منهجية التفاوض لتفادي سلبيات الجولات السابقة".
كما تطرق اللقاء إلى "تطورات ملف سد النهضة ومساعي واشنطن في الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لجميع الأطراف في أقرب وقت". وأكد الجانب السوداني "أهمية تنفيذ ما جاء في البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن الدولي منتصف الشهر الحالي، تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، وتشجيع دور المراقبين لتسهيل التفاوض".
خطابات متبادلة
في سياق متصل، تبادل الجانبان السوداني والأمريكي "الرؤى بشأن الخطابات المتبادلة بين وزيري الري السوداني والإثيوبي خلال هذا الشهر، كما تطرقا إلى الأضرار التي شكلها الملء الأحادي الثاني لسد النهضة، والتدابير التي قام بها السودان وكلفة ذلك في ظل غياب التنسيق وعدم تبادل البيانات".
في المقابل، حذرت دراسة مصرية، اعتمدت على أشعة مدارية وصور للأقمار الاصطناعية الأوروبية، من احتمال "انهيار سد النهضة"، مشككة في قدرة أديس أبابا على إتمام الملء الثاني للسد.
إذ قالت الدراسة: "ثمة خطر داهم بشكل علمي قوي، وندق ناقوساً حول تهديد كبير يواجه السودانيين.. هناك تهديد مستقبلي باحتمالية انهيار السد، حال الملء الكامل".
في المقابل، تتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات السد، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي منذ 5 أشهر، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات، بسبب خلافات حول التشييد والتشغيل والملء، وسط ترقب لعودة المفاوضات بدعوة من مجلس الأمن.