قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية في تقرير نشرته يوم الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إن العمدة دومينيكو لوكانو الذي الذي احتل اسمه عناوين الأخبار لاحتضانه المهاجرين في قريته الإيطالية الشهيرة قد حُكم عليه بالسجن 13 عاماً.
حيث اعتُمِدَت تجربة العمدة دومينيكو لوكانو لإنعاش قريته الواقعة على تلة في جنوب إيطاليا نموذجاً لتكامل اللاجئين، ففازت بجوائز وألهمت فيلماً قصيراً. ثم مَثُل العمدة السابق، الذي يشتهر باسم "ميمو"، أمام المحكمة بمزاعم مساعدة المهاجرين غير الشرعيين.
الانتخابات الإقليمية
حيث قال للصحفيين الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021، خارج محكمة لوكري في إقليم كالابريا، حيث كان مرشحاً في الانتخابات الإقليمية التي ستجري بعد أيام قليلة: "أمضيتُ حياتي في تتبُّع مُثُلي في مواجهة المافيا. ووقفتُ إلى جانب الأقل حظاً، مع اللاجئين الذين جاءوا".
وفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية، كانت مدة الحكم بالسجن تقريباً ضعف ما طلبه الادعاء العام، وتضمَّنت الاتهامات التي تواجه لوشيانو إساءة استخدام السلطة والتزوير. ولم تتضح على الفور ماهية الجرائم التي أُدين بها.
من جانبه، قال المعلم السابق إنَّه لا يملك ما يكفي من المال كي يدفع أتعاب المحامين، الذين يقولون إنَّ لوكانو لم يجنِ أموالاً غير مشروعة خلال ولايته. وتعهَّدوا بالطعن على الحكم، ويمكنهم الطعن مرتين قبل تنفيذ حكم السجن.
كذلك فقد قال لوكانو (63 عاماً): "ظننتُ أنَّ بإمكاني المساهمة في إنقاذ قريتي صاحبة الصورة السلبية. وكانت تجربة رائعة لا تُنسى. لكن.. كفى. كل شيء ينتهي الآن بالنسبة لي".
مواجهة البطالة
كما هو الحال بالنسبة لقريته القروسطية رياتشي، التي تولى إدارتها بين عاميّ 2004 و2018، خلت بلدات وقرى كالابريا، التي تعاني من البطالة، من الشباب الذين يتجهون شمالاً إلى مناطق إيطاليا الأغنى أو يغادرون البلاد.
في المقابل وعقب تزايد اللاجئين في أوروبا، أعادت خطة لوكانو المتمثلة في استقبال مئات المهاجرين الحياة من جديد إلى منطقة فقيرة مهجورة من السكان. وسمح السكان الجدد للقرية بملء المنازل الشاغرة بمساعدة تمويلات حكومية وإعادة فتح المتاجر والإبقاء على المدرسة مفتوحة.
لكنَّ السلطات ألقت القبض على لوكانو في عام 2018 واتهمته بترتيب "زيجات مصلحة" للالتفاف على القواعد الخاصة بالمهاجرين. ويخشى محبوه من وجود دوافع سياسية: فآنذاك، كانت حكومة إيطاليا اليمينية قد تعهَّدت بالتضييق على المهاجرين، واعتبرت أولئك الذين ساعدوهم مجرمين، وأخضعت بعض عمال الإغاثة للمحاكمة.
حكم صادم
من ناحية أخرى، فقد أثار الحكم الصادم، البالغ 13 عاماً وشهرين، غضب الكثير من الإيطاليين. وسارع البعض بالإشارة إلى أنَّ العمدة الودود تجاه المهاجرين حصل على حكم بالسجن أطول بمقدار عام من لوكا ترايني، وهو مسلح يميني أطلق النار على ستة أفارقة مهاجرين خلال فورة هياج عام 2018 في منطقة ماكيراتا بوسط إيطاليا.
فيما كتبت جمعية "Baobab Experience"، وهي جمعية خيرية في روما تساعد اللاجئين من خلال توفير الملجأ والطعام والمشورة القانونية لهم، يوم الجمعة بعد الحكم على العمدة السابق: "إذا كانت القوانين مجرمة، فالصالحون أبطال والمقاومة واجب. نفخر بكوننا متواطئين".