أعلنت بريطانيا، الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، الاستعانة بالجيش، كحل مؤقت لأزمة الوقود "الطاحنة" التي تشهدها المملكة، إذ أدى نفاد الوقود من معظم المحطات بالبلاد إلى تهافت المواطنين والتدافع على أبواب المحطات لشراء الوقود بكميات أكثر من اللازم.
أزمة الوقود ببريطانيا تأتي بعد أن أقدمت المملكة على إعفاء السائقين الأجانب من التأشيرات، بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي، وهو ما سبب أزمة في توصيل الوقود.
وقد أدت الأمة غير المسبوقة إلى اندلاع عدد كبير من المشادات اللفظية واليدوية في ساحات التزود بالوقود، حيث تبادل عدد من السائقين اللكمات، بل ولوّحوا بالسكاكين عندما اندلعت الخلافات العنيفة في الطوابير الطويلة للحصول عليه، وذلك في ظل غموض حول مصير واحدة من أكبر الأزمات التي تعاني منها البلاد.
الاستعانة بالجيش
كخطوة لحل مؤقت، قررت بريطانيا نشر الجنود لتوصيل الوقود إلى محطات البنزين للسيطرة على أزمة إمداداته المستمرة.
سيتلقى السائقون العسكريون تدريبات متخصصة قبل الانتشار، إذا لم تختفِ الأزمة في الأيام المقبلة.
حيث أشارت الحكومة البريطانية إلى أنه "سيتم نشر نحو 200 عنصر، بينهم 100 سائق، لتوفير دعم مؤقت في إطار التحرك الأوسع للحكومة للتخفيف من الضغط الذي تواجهه محطات الوقود، ومعالجة النقص في سائقي الشاحنات الثقيلة".
من جانبه، قال وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ "بفضل الجهود الهائلة لقطاع المحروقات خلال الأسبوع الماضي، نشهد إشارات مستمرة على تحسّن الوضع في المحطات، وإن كان ببطء".
أضاف "من المهم التأكيد على أنه لا يوجد نقص في الوقود بالمملكة المتحدة على المستوى الوطني، ويجب على المواطنين شراء الوقود كالمعتاد في الأوضاع الطبيعية، وكلما سارعنا في العودة إلى نمطنا العادي في الشراء سيكون باستطاعتنا العودة إلى الوضع الطبيعي بشكل أسرع".
وتُرجع الحكومة الأزمة إلى النقص في سائقي الصهاريج، والطلب غير المسبوق على المحروقات.
ومع استقرار الطلب على الوقود خلال الأسبوع عادت المحطات لتعويض مخزوناتها تدريجياً، لكن بعض المناطق لا تزال تواجه نقصاً حاداً.
تغييرات جذرية
وتم وضع السائقين العسكريين في حالة تأهب بداية الأسبوع، وإخضاعهم لتدريبات متخصصة.
كما قامت الحكومة البريطانية بإدخال تغييرات جذرية فعلية على سياساتها الحازمة المتعلقة بالهجرة، حيث أعفت سائقي الشاحنات الأجانب من التأشيرات لمدة قصيرة الأجل للمساعدة في سد النقص.
وقالت شركات المحروقات، بما في ذلك "شل" و"بي بي" و"إيسو"، إن هناك "وفرة من الوقود في مصافي التكرير في المملكة المتحدة"، ومن المتوقع أن يعود الطلب إلى طبيعته قريباً.
لكن بعد أسبوع من الانتظار في الطوابير لا يزال السائقون في أجزاء كثيرة من البلاد غير قادرين على الحصول على الوقود، ما أثار القلق من تبعات ذلك على الاقتصاد.
وحمّل منتقدون الحكومة المسؤولية عن أزمة الوقود ببريطانيا، لتقاعسها في معالجة نقص سائقي الصهاريج بعد بريكست، وأيضاً جائحة كوفيد التي دفعت بالعديد من سائقي الشاحنات الأجانب إلى مغادرة البلاد.