كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية تفاصيل "مثيرة" عن خطط وآليات عملاق مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في تتبع الأطفال واستهدافهم، في ظل ما تعتقده الشركة من أن هذه الفئة العمرية "ثروة غير مستغلة".
وثائق داخلية حصلت عليها الصحيفة، ونشرتها ضمن سلسلتها الاستقصائية "ملفات فيسبوك" (The Facebook Files)، تكشف أن فيسبوك شكّل فريقاً خاصاً لدراسة الأطفال وطبيعة تفكيرهم وطرح طرق تُمكّن الشركة من الاستفادة مالياً منهم.
إحدى هذه الوثائق وصفت المراهقين بين 10 أعوام و 12 عاماً بـ "الجمهور القيّم غير المستغل"، فيما تشير وثيقة أخرى إلى لضرورة "الاستفادة من أوقات اللعب" لتكون ضمن وسائل تحقيق "النمو" لفيسبوك.
تذكر وثيقة أخرى استشهدت بها صحيفة The Wall Street Journal، مؤرخة بتاريخ 21 مارس/آذار 2021، أن فيسبوك يكافح من أجل "اختراق جمهور المراهقين حول العالم"، وتحذر من أن "الاستحواذ" على المستخدمين المراهقين "يبدو في تباطؤ"، حيث يتوقع فيسبوك داخلياً بأن جمهوره من المراهقين سوف يهبط بنسبة 45% إضافية بحلول 2023، وذلك حسبما أوضحت الصحيفة.
تجدر الإشارة إلى أن الأعمال التجارية المربحة بفيسبوك، التي تعتمد على الإعلانات، تحقق تقريباً جميع أرباحها من التتبع الشامل للمستخدمين.
جلسة مساءلة في الكونغرس
بحسب موقع Gizmodo، تأتي الوثيقة التي تصف الأطفال بأنهم فئة سكانية "قيّمة" و"غير مستغلة" على النقيض من دوافع فيسبوك المذكورة، التي ادعت أنها ترمي إلى الدفع بخدمة موجهة للأطفال.
فقد جادلت فيسبوك بأن الأطفال الأقل من عمر 13 عاماً يجربون على الأرجح فيسبوك وإنستغرام ويستخدمونه على أي حال بينما يكذبون بشأن أعمارهم. وتدعي الشركة أن استحداث تطبيق موجه للأطفال يمكن أن يساعد في حمايتهم عن طريق فصلهم عن البالغين على الإنترنت.
كما أوضح الموقع أن جلسة استماع ستُعقد الخميس 30 سبتمبر/أيلول عن طريق لجنة فرعية بمجلس الشيوخ الأمريكي يقودها السيناتور ريتشارد بلومنتال، لتناول نتائج بحث فيسبوك الداخلي الذي لم تشارك فيه أطراف أخرى. ويُتوقع أن يحضر أنتيجون ديفيس، مدير السلامة الدولية في شركة فيسبوك، ليدلي بشهادته أمام اللجنة الفرعية.
قال السيناتور بلومنتال: "سوف تفحص جلسة الاستماع الآثار السامة لفيسبوك وإنستغرام على الصغار والآخرين، وهي واحدة من جلسات كثيرة سوف تطرح تساؤلات صعبة حول ما إذا كانت شركات التقنية تضر الأشخاص عن عمد وتخفي تلك المعلومات".