قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الإثنين 27 سبتمبر/أيلول 2021، إن الولايات المتحدة اختبرت بنجاح صاروخاً قادراً على التحليق بسرعة تتجاوز سرعة الصوت بخمس مرات، وذلك في أول تجربة ناجحة لهذه الفئة من الصواريخ منذ عام 2013.
وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة للدفاع قالت في بيان إن "تجربة الطيران الحر للصاروخ الفرط صوتي (هايبر سونيك) جرت الأسبوع الماضي".
تطير هذه الفئة من الصواريخ في الطبقة العليا من الغلاف الجوي بسرعات تتجاوز سرعة الصوت، أو حوالي 6200 كيلومتر في الساعة.
بحسب الوكالة، فإنه "تم إطلاق الصاروخ، الذي صنعته شركة ريثيون تكنولوجيز، من طائرة قبل ثوان من تشغيل محركه من النوع سكرامجيت الذي صنعته نورثروب جرومان".
يأتي الإعلان الأمريكي عن هذه التجربة، بينما تتواصل المنافسة بين واشنطن وروسيا لصناعة صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.
في هذا الصدد، طلبت وزارة الدفاع الأمريكية، خلال العام الحالي 2021، تمويلاً قدره 3.2 مليار دولار لتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومن المقرر أن يرتفع هذا المبلغ بنسبة 18.8% العام المقبل.
كان محللون في الكونغرس الأمريكي قد أعدوا تقريراً أشاروا في قسم كبير منه إلى التقدم الكبير في تطوير الأنظمة الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، أو "أسلحة المستقبل".
إذ أدخلت روسيا نوعين من الصواريخ الأسرع من الصوت في الخدمة العسكرية بالفعل، وهما صاروخ "كينجال" الذي تتسلح به مقاتلات "ميغ-31″، وصاروخ "أفانغارد" ذو الرؤوس المدمرة السريعة جداً، التي تنطلق نحو أهداف يزمع تدميرها بسرعة تعادل أضعاف سرعة الصوت بعد أن تنفصل عن الصاروخ.
على سبيل المثال، كما جاء في التقرير الأمريكي، تم نشر صاروخ "كينجال" الروسي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت في مهمة قتالية تجريبية عام 2017.
كما ظهرت النتائج الأولية حول تجارب صاروخ "زركون" الروسي الأسرع من الصوت في عام 2019. وخلال منتدى الجيش 2021، وقعت وزارة الدفاع الروسية العقد الأول لتسلم الصواريخ من الجمعية العلمية (NPO) للهندسة الميكانيكية.
يتوقع أن السباق في مجال الأسلحة الأسرع من الصوت سيحتل مكانة بارزة في الفترة المقبلة، إذ أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا تعمل على تعزيز قدرات صواريخها "فرط الصوتية"، التي تفوق سرعتها كثيراً سرعة الصوت، وأضاف في لقاء تلفزيوني يوم 30 أغسطس/آب: "إننا بصدد زيادة مدى وسرعة ودقة السلاح فرط الصوتي".
شدّد شويغو على ضرورة تهيئة جميع الصواريخ فرط الصوتية للانطلاق من منصة واحدة من الممكن أن تحملها الطائرات والآليات الأخرى المتسلحة بالصواريخ فرط الصوتية.
كذلك تحدّثت تقارير كثيرة عن استغلال روسيا للساحة السورية منذ عام 2015 لتجريب أسلحتها الفتاكة الجديدة، ومنها الصواريخ الأسرع من الصوت، على الرغم من نفي روسيا ونظام بشار الأسد لتلك التقارير.