سلطات المكسيك تسعى لاعتقال 30 عالماً! تتهمهم بغسيل الأموال ومخاوف من وضعهم في سجون تجار المخدرات

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/25 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/25 الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش
رئيس المكسيك لوبيز آوبرادور/رويترز

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، إن قرار المدعي العام في المكسيك اعتقال 31 عالماً وباحثاً أكاديمياً بتهم الجريمة المنظمة وغسيل الأموال والاختلاس، وهي تهمٌ قد تزجُّ بهم مع عصابات المخدرات في أحد أسوأ السجون صيتاً بالبلاد، قد أثار الغضب في أوساط المجتمع العلمي بالمكسيك.

حيث نفى قاضٍ في سجن ألتيبلانو شديد الحراسة -الذي فرَّ منه خواكين "إل تشابو" غوزمان في عام 2015- منح مذكرات الاعتقال يوم الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، لكن المُدَّعي العام الفيدرالي أعلن على الفور خططاً لمتابعة أوامر الاعتقال للمرة الثالثة. 

انتهاك القانون 

إذ اتُّهِمَ أساتذة الجامعات بانتهاك قانونٍ يمنع أعضاء مجلس استشاري من تلقِّي أموالٍ من صندوق علوم حكومي. لكن هذا القانون مُرِّرَ في عام 2019، وقبل ذلك حصل العلماء على 2.5 مليون دولار حين كان الأمر قانونياً على ما يبدو. ونفى المتورِّطون أن الأموال كانت غير قانونية أو أُسيءَ استخدامها. 

في حين وصف المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا بالمكسيك ردَّ الفعل على طلبات الاعتقال بأنها "موجة مُنسَّقة من المعلومات المُضللة" التي "تنثر الرعب" في المجتمع العلمي. 

لكن ألما مالدونادو، المُحقِّقة في مركز الأبحاث العام، قالت: "إنهم يتحدَّثون عن تمويلاتٍ قادمة من أصولٍ غير مشروعة، ويطلقون عليها اسم جريمة منظَّمة، في حين كانت المنظمة غير ربحية". وأضافت: "إنه لأمرٌ سخيف تماماً أن نأخذ الأمر إلى هذا المستوى من الاتِّهامات". 

ملاحقات قضائية 

في المقابل فإن العلماء والأكاديميين يصفون الملاحقات القضائية بأنها محاولاتٌ لإسكاتهم، حيث تفرض إدارة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور سياسات تقشُّفٍ قاسية ولا تهتم بالعلم بما فيه الكفاية في الاستجابة لجائحة كوفيد-19. 

كذلك فقد كتب الخبير الاقتصادي السياسي خافيير أباريسيو في صحيفة Excélsior المكسيكية: "رسالة المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا والمُدَّعي العام إلى المجتمع الأكاديمي قويةٌ وواضحة: إذا كنت تفكِّر بصورةٍ مختلفةٍ عنَّا، فمن الأفضل أن تجد شيئاً آخر تفعله". 

فيما أدَّت الاتهامات الجنائية إلى تعميق حِدَّة التناقض بين إدارة لوبيز أوبرادور والأوساط العلمية. وقام الرئيس بتصفية الصناديق العامة لتمويل البحث الأكاديمي والعلمي، وصرَّحَ بمزاعم حول الفساد، مُدَّعياً أن الأموال ستُدفَع في الإغاثة من الجائحة. 

غالباً ما تهاجم إيلينا ألفاريز بويلا، رئيسة المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، "العلم النيوليبرالي"، وقالت في العام الماضي (2020)، إن هذا العلم "أفرز أروع التطوُّرات، وربما أقلها جدوى أيضاً، مثل الوصول إلى القمر". 

في السياق ذاته فقد أثارت محاولات توجيه الاتِّهامات الجنائية إلى الأكاديميين، بارتكاب جرائم منظَّمة، أسئلةً حول أولويات الادِّعاء العام، في الوقت الذي يروِّج فيه الرئيس، الذي غالباً ما ينتقد الصحفيين والعلماء، لسياسة "العناق وليس الرصاص"، ونادراً ما يتفوَّه بكلمةٍ تتعارض مع كبار تجَّار المخدرات. 

تحميل المزيد