الكشف عن كواليس أحداث سفارة إسرائيل بالقاهرة خلال ثورة يناير.. قوات خاصة تدخلت لإجلاء الموظفين

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/24 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/24 الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش
مظاهرات 25 يناير في ميدان التحرير/ رويترز

كشف اللواء إسماعيل عتمان، مدير الشؤون المعنوية الأسبق في مصر، كواليس تُروى لأول مرة عن حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة خلال ثورة يناير عام 2011، وكيف تمكنت القوات المصرية من إخراج موظفي السفارة ونقلهم إلى المطار.

الهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة وقع يوم التاسع من سبتمبر/أيلول 2011، عندما اقتحم آلاف المتظاهرين المصريين بالقوة مبنى السفارة الإسرائيلية، بعد انهيار الجدار الأمني الخرساني المحيط بالمبنى، تزامناً مع أحداث الثورة المصرية التي أطاحت بنظام حسني مبارك.

اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة

في تصريحه لتلفزيون "صدى البلد" المصري الخميس 23 سبتمبر/أيلول 2021، تطرق إسماعيل عتمان إلى موضوع اقتحام السفارة الإسرائيلية واصفاً الحادث بأنه من أصعب المواقف في تلك المرحلة، وذلك في سياق حديثه عن المشير الراحل، محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع المصري الأسبق.

ذكر المسؤول المصري أن الأحداث حول السفارة الإسرائيلية في القاهرة كانت محط متابعة في المجلس العسكري بشكل كامل، مشيراً إلى أن السفارة تعرضت لمحاولة اقتحام، وجرى بالفعل اقتحام بعض الشقق.

كشف اللواء إسماعيل عتمان أن وزير الدفاع الإسرائيلي اتصل بالمشير طنطاوي، وأبلغه استعداده إرسال طائرة مروحية لإجلاء الدبلوماسيين من الجو، وأن المشير رد بالقول: "نحن قادرون على السيطرة والموضوع يخصنا ونستطيع تنفيذ ما نريد".

كما ذكر أن الرئيس الأمريكي في ذلك التوقيت اتصل بالمشير ذات مرة وقال له: "لو عاوز أي مساعدات أو معونات إحنا جاهزين فوراً". فقال طنطاوي: "السفارة تحت السيطرة والناس تحت السيطرة".. و"حاول يتصل بيه ثاني ماردش عليه إلا  لما انحلت مشكلة السفارة".

فيما كشف اللواء أن سرية صاعقة "القوات الخاصة"، دخلت الى السفارة الإسرائيلية في القاهرة وكان بعض أفرادها يرتدي الزي المدني والبعض الآخر بالزي العسكري، مشيراً إلى أن أوامر مشددة صدرت من المشير طنطاوي تحذر من تعرض أي مصري لأي إصابة وأمر بعدم إطلاق أي رصاصة.

شهد اللواء بأن رجال الصاعقة تعاملوا برفق و"حنية" وبأسلوب "جدعنة" ورجولة مع المواطنين، وقاموا أيضاً بتأمين أفراد السفارة ونقلهم بمدرعتين من مبنى السفارة ومرافقتهم إلى أن ركبوا الطائرة.

رواية نتنياهو للحادث

لكن خلال شهر مارس/آذار الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إن المصريين فهموا حديثه بشأن إرسال مروحيتين بشكل خاطئ، وأوضح في حديث مباشر له عبر "فيسبوك" مع أنصاره: "لقد تحدثت مع السلطات المصرية في ذلك الوقت وقلت لهم إنني سأرسل مروحيتين".

أضاف نتنياهو قائلاً: "أرسلتهما دون أن أخبر المصريين بأن المروحيتين ستهبطان في المطار، فظنوا أن المروحيتين ستهبطان فوق سطح العمارة، حيث مقر السفارة، وعندها فقط أرسلوا مجموعة من القوات المصرية الخاصة".

في أعقاب الهجوم، تم نقل 85 من أفراد طاقم السفارة الإسرائيلية وأفراد عائلاتهم إلى إسرائيل، بينما بقي نائب السفير الإسرائيلي في القاهرة. وعلى ضوء الحادث، أعلن الجيش المصري حالة التأهب.

إذاعة بيان تنحّي حسني مبارك

كما كشف اللواء إسماعيل عتمان، تفاصيل إذاعة بيان تنحي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك من مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري "ماسبيرو".

قال اللواء إن المشير الراحل، محمد حسين طنطاوي، أمر بإذاعة بيان تنحّي مبارك في توقيت محدد، مضيفاً: "تركت سيارتي وذهبت مشياً إلى ماسبيرو، ودخلت المبنى بصفتي الشخصية، وقابلت عبد اللطيف المناوي المسؤول عن الأخبار، وكنت أحمل معي شريط تنحّي مبارك ولم يكن أحد في ماسبيرو يعلم طبيعة مهمتي بإذاعة بيان التنحّي".

أوضح أن المشير طنطاوي كان له دور خيري تجاه المجتمع، مؤكداً أنه كان "يساعد أي شخص يحتاج إلى المساعدة من أفراد القوات المسلحة مهما كان راتبه، وحافظ على مصر والقوات المسلحة".

تحميل المزيد