أعلنت الصين حظر كافة أشكال المعاملات بالعملات المشفرة، وتعهّدت بالتصدّي للتعدين غير القانوني، في أكبر ضربةٍ لهذه الصناعة التي يُقدّر حجمها بتريليون دولار.
وفقاً لما أعلنه بنك الشعب الصيني (المصرف المركزي) على موقعه الإلكتروني، فإن كل المعاملات المرتبطة بالعملات المشفرة ستعتبر من الأنشطة المالية غير المشروعة، وهذا يشمل الخدمات المقدمة بواسطة البورصات الأجنبية، بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية، الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021.
بيان البنك المركزي الصيني أكد أنّ العملات المشفرة، وضمنها البيتكوين والإيثر، ليست عملات نقدية ولا يُمكن تداولها.
بحسب وكالة بلومبيرغ الأمريكية، تُعتبر هذه الخطوة من أقوى خطوات الصين ضد العملات المشفرة، حيث تُوجه "ضربةً في مقتل" إلى السوق الذي ازدهر بشدة خلال العام الجاري وجذب العديدين ومن بينهم الملياردير إيلون ماسك.
أما رويترز فقد أكدت أنه لطالما أعربت الصين عن استيائها من العملات المشفرة، بسبب ارتباطها بالاحتيال، وغسيل الأموال، واستهلاك الكهرباء المفرط.
وقد تراجعت قيمة عملة بيتكوين في أعقاب الإعلان بنسبة 6%، ليصل سعرها إلى 41.800 دولار.
يشار إلى أن نهج الصين الصارم كان أحد أسباب انهيار أسعار هذه العملة في شهر مايو/أيار الماضي، حيث عانت كثيراً منذ ذلك الحين للعودة إلى أعلى سعر لها (الذي تجاوز 60 ألف دولار).
تحويل الأموال للخارج
ورغم أنه ما يزال هناك على الأرجح بعض المضاربين داخل الصين، فإن نشاطهم تحوّل بالفعل إلى خارج البلاد على مدار السنوات الماضية وسط تزايد اللوائح الصارمة، بحسب رئيسة قسم الأبحاث في شركة Kaiko كلارا ميدالي.
إذ قالت كلارا: "لا شكّ في أن الأخبار الواردة من الصين ستُؤثّر على الأسواق؛ لقدرتها على زعزعة معنويات السوق، لكن التأثير الفعلي لحظرٍ صيني آخر لن يكون له تأثيرٌ كبير على هيكل الأسواق في المرحلة الراهنة".
وتُعَدُّ الصين موطناً لنسبةٍ كبيرة من مُعدّني العملات المشفرة في العالم، الذين يحتاجون إلى كميات هائلة من الطاقة، وبالتالي تتعارض أنشطتهم مع جهود البلاد لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. كما أنّ الصين تعد طرفاً مُهيمناً في عالم العملات المشفرة، حيث وصلت حصتها من المعدل العالمي إلى 46% في أبريل/نيسان، وهو مقياس القدرة الحاسوبية المستخدمة في التعدين ومعالجة عمليات العملات المشفرة.
بهذا تعود عملة بيتكوين وغيرها من العملات الافتراضية إلى الوضع الدفاعي من جديد، بعد أن كانت قد استردت عافيتها إثر انخفاضها الشديد أواخر يوليو/تموز.