أدان مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، محاول الانقلاب الفاشلة التي وقعت في السودان، مؤكداً دعمه الكامل لرئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، في وقت اتهم فيه الأخير "فلول" بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، لافتاً أن "الجيش السوداني لا ينقلب".
مجلس الأمن بالإجماع (15 دولة) قال في بيان له أصدره في وقت متأخر مساء الأربعاء بتوقيت نيويورك، إن"أعضاء مجلس الأمن يدينون بأشد العبارات محاولة 21 سبتمبر/أيلول لتعطيل المرحلة الانتقالية بالقوة في السودان، ويؤكدون دعمهم الكامل لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك في مساعيه لرؤية السودان وهو يمر بمرحلة انتقالية ناجحة تحقق آمال وتطلعات الشعب في مستقبل شامل وسلمي ومستقر وديمقراطي ومزدهر".
وحث بيان المجلس "جميع أصحاب المصلحة على المشاركة البناءة في المبادرة الوطنية المعروفة باسم (الأزمة الوطنية وقضايا المرحلة الانتقالية – الطريق إلى الأمام)، والالتزام بروح التعاون لتحقيق هدف الانتقال الشامل للسودان على النحو المبين في الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام".
حمدوك يتهم فلول
من جهته قال رئيس الوزراء السوداني حمدوك في مقابلة مع صحيفة السوداني (خاصة) إن "الجيش السوداني الذي حمى الثوار (المتظاهرين) أمام القيادة (مقر قيادة الجيش بالخرطوم) لا ينقلب، من ينقلبون ويدعون للانقلاب هم ضد الانتقال المدني، وهم بالضرورة فلول (أنصار نظام عمر البشير)".
وفي سؤال حول تحميل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قوى مدنية وسياسية وزر حدوث الانقلاب وإهمال مشاكل المواطنين، أجاب حمدوك قائلاً: "الانقلاب أو محاولة تقويض الانتقال بأي شكل ليس له سبب إلا الاستيلاء على السلطة، وأي ادعاء غير ذلك هو غير صحيح".
وخلال حفل تخريج قوات عسكرية غربي العاصمة الخرطوم الأربعاء، قال البرهان إن "القوى السياسية غير مهتمة بمشاكل المواطنين"، فيما اعتبر حميدتي أن "السياسيين هم السبب في الانقلابات العسكرية"، وأردف حمدوك: "نعلم أن هناك معاناة وضيقاً في العيش نراه في كل مكان حولنا ولدينا معلومات كافية عنه (..) الحكومة لا تتنصل من مسؤولياتها تجاه الأوضاع الراهنة".
رئيس الوزراء السوداني أضاف قائلاً: "بالرغم من ذلك نقول إننا أنجزنا عدداً من الملفات وأخفقنا في عدد آخر، وعدد من الملفات كان المكون العسكري طرفاً فيها بحكم الوضع القائم. ليس الشأن الأمني والعسكري فحسب الذي يقع ضمن مسؤوليته المباشرة".
محاولة انقلابية فاشلة في السودان
وفي يونيو/حزيران الماضي، أطلق "حمدوك" هذه المبادرة التي تستهدف توحيد شركاء الثورة، من مدنيين وعسكريين، وتكوين كتلة انتقالية وإجماع على مهام مرحلة الانتقال وتتضمن المبادرة تكوين جيش وطني واحد، وتوحيد السياسات الداخلية والخارجية، ومراكز القرار وتحقيق الإصلاح الاقتصادي.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن في بيانهم عن "تضامنهم مع شعب السودان واستعدادهم لدعم الخرطوم خلال الفترة الانتقالية والتزامهم القوي بسيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية".
فيما أعلن التلفزيون السوداني الثلاثاء عن محاولة انقلاب، داعياً الشعب إلى "التصدي لها"، قبل أن يصدر الجيش بعدها بساعات بياناً أكد فيه إحباطها، و"السيطرة على الأوضاع تماماً".
وكشف وزير الدفاع الفريق ركن ياسين إبراهيم، أن قائد المحاولة الانقلابية هو اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي، ومعه 22 ضابطاً آخرون برتب مختلفة وعدد من ضباط الصف والجنود.
ومنذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية والحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق.