قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، إن مسؤولين كباراً لعدة دول بينها السعودية وإيران عقدوا اجتماعاً أمس الثلاثاء في نيويورك، مشيرةً إلى أن هذا اللقاء هو الثاني من نوعه خلال شهر.
الوكالة أوضحت أن هذا الاجتماع إشارة إلى الجهود المبذولة لتخفيف التوترات في الشرق الأوسط، بينما تستعد طهران لاستئناف المحادثات المتعلقة بالاتفاق النووي، الذي وُقع بالعام 2015.
ضمّ الاجتماع وزراء خارجية، ومسؤولين رفيعي المستوى من إيران، والسعودية، والكويت، ومصر، وقطر، والأردن، وتركيا، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي. وبحسب الوكالة الأمريكية فإن الاجتماع عُقد في مقر إقامة السفير العراقي بنيويورك.
جاء هذا الاجتماع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تشهد قمة لزعماء العالم وجهاً لوجه.
وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان وصف لقاء مسؤولين إيرانيين مع "جيرانهم العرب" بأنه يأتي استكمالاً للقمة التي عُقدت في بغداد، في أغسطس/آب الماضي، مشيراً أنها مثلت مناسبة نادرة للاتصال بين طهران والسعودية، اللتين قطعتا علاقتهما منذ سنوات.
في مايو/أيار الماضي، قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن بلاده استضافت أكثر من جولة حوار بين السعودية وطهران خلال الفترة الماضية.
مفاوضات في العراق
كان مسؤول استخباراتي إيراني رفيع المستوى، مطّلع على مفاوضات إيران والسعودية في العراق، قال في تصريح لـ"عربي بوست"، إن هناك وساطة إماراتية للمحادثات بين طهران والرياض.
أشار المسؤول إلى أنه منذ بداية 2021 تواصل مسؤولون إماراتيون مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لبحث إمكانية إقامة مفاوضات مع الجانب الإيراني على الأراضي العراقية.
المسؤول أضاف أن "الاجتماع الأول حدث في شهر يناير/كانون الثاني 2021، وضم وفداً إيرانياً أمنياً يرأسه قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، الجنرال إسماعيل قآني، ومسؤولون أمنيون عراقيون، بالإضافة إلى وفد من المخابرات الإماراتية يرأسه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد".
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قال أيضاً في أغسطس/آب الماضي، إن اللقاءات السعودية الإيرانية مستمرة في بغداد، للتوصل إلى تفاهمات تُنهي القطيعة بين الدولتين.
تأتي جولات الحوار تلك في محاولة لتحسين العلاقات بين الرياض وطهران، التي تم قطعها عام 2016، إثر اعتداء محتجين على سفارة السعودية وقنصليتها في إيران، تنديداً بإعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر، بتهمة الإرهاب.
كانت التوترات بين السعودية وطهران قد تزايدت بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية، أدى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي لفترة وجيزة. وحمّلت الرياض طهران مسؤولية الهجوم، غير أن طهران نفت صحة هذا الاتهام.
كذلك يؤيد كل من البلدين طرفاً مختلفاً في الحرب الدائرة في اليمن، وتشعر السعودية بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المحادثات النووية، التي قد تُفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران، وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوترات دون التخلي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمل مسؤوليتها لإيران وحلفائها.
أيضاً تتهم دول خليجية، تتقدمها السعودية، طهران بامتلاك "أجندة شيعية" توسعية في المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار.