قال مدير هيئة مقاومة الاستيطان، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسن بريجية، الثلاثاء 21 سبتمبر/أيلول 2021، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قررت تحويل مئات الدونمات الزراعية إلى محمية طبيعية جنوبي الضفة الغربية، لأغراض استيطانية.
بريجية أشار إلى أن الدونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) التي استولى عليها الاحتلال تقع في أراضي قرية "كيسان" بمحافظة بيت لحم، وهي ملك خاص لعائلة "عوض الله" وتزرع فيها الحبوب، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
كذلك واتهم المسؤول الفلسطيني السلطات الإسرائيلية بالسيطرة على الأراضي لتوسيع مستوطنة "آبي هناحيل"، المقامة ضمن تجمع غوش عتصيون الاستيطاني، وندّد بالقرار الإسرائيلي، وعدّه مخالفاً للقانون الدولي، وينتهك حقوقاً وأملاكاً شخصية.
تشير تقديرات من الجانبين، إلى وجود نحو 650 ألف إسرائيلي يقطنون في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يستقرون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.
تعمل إسرائيل بين الحين والآخر على توسيع مستوطناتها غير الشرعية، ويُعد الاستيطان العقبة الرئيسة أمام أي مفاوضات محتملة؛ حيث يصر الفلسطينيون على أن الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي، استناداً إلى القانون الدولي.
منذ أبريل/نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصُّلها من خيار حل الدولتين.
خلافات كبيرة بسبب المستوطنات
يدور الخلاف حول ما يقرب من 165 بؤرة استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، منها حوالي 100 تم بناؤها في الفترة بين 1991 و2005، و65 أخرى شُيّدت عن طريق الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بالقوة، وحكم الأمر الواقع، في السنوات الثماني الماضية، خلال فترة حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو.
41 بؤرة من هذه البؤر الاستيطانية الجديدة عبارة عن معسكرات للرعي، تهدف لتثبيت الأقدام على الأرض عن طريق الزراعة ورعي الحيوانات، أما البؤر الاستيطانية المتبقية فأُقيمت لتصبح قرى وليدة في نهاية المطاف.
وفقاً لحركة Peace Now الإسرائيلية اليسارية، تمت شرعنة حوالي 15 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية لتصبح أحياء جديدة في مستوطنات قائمة أثناء وجود نتنياهو في السلطة، وتوجد 10 مستوطنات أخرى قيد التقنين.
كان جميع خصوم نتنياهو من اليمين قد تعهدوا قبل الانتخابات الأخيرة بدعم البؤر الاستيطانية، ومن ضمنهم زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر، ورئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت، زعيم حزب يمينا، وبتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهاينة المتدينين.
يُشار إلى أن مشروع شرعنة البؤر الاستيطانية عاد إلى الواجهة بعد أن توقف العمل على خطة ضم الضفة الغربية، والتي كان مخططاً لها في يوليو/تموز العام الماضي، بدعم من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولكنها جُمّدت تحت ضغط دولي.