اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، آخر أسيرين من بين ستة أسرى فلسطينيين كانوا قد فروا من سجن جلبوع شديد الحراسة قبل نحو أسبوعين، وذلك عقب محاصرة منزل كانا يقيمان فيه بمنطقة جنين شمال الضفة الغربية.
شرطة الاحتلال قالت في بيان إن "الجيش الإسرائيلي ومقاتلي جهاز الأمن العام- المخابرات (الشاباك)، ألقوا القبض على السجينين الهاربين، أيهم كممجي، ومناضل انفيعات في جنين".
أشارت الشرطة إلى أن إعادة اعتقال الأسيرين جاءت بعد نحو أسبوعين من المطاردة، وعقب تمكن جهاز "الشاباك" من تحديد المنزل الذي كان يقيم فيه الأسيران.
كذلك لفتت الشرطة إلى أنه تم إلقاء القبض على كممجي وانفيعات وهما على قيد الحياة، و"دون مقاومة"، وأنه تم اقتيادهما للاستجواب من قبل جهاز الأمن العام.
من جانبه، قال فؤاد كممجي، والد الأسير أيهم، إن نجله أبلغه هاتفياً قبل اعتقاله بأنه وانفيعات سيستسلمان دون مقاومة، حماية لسكان المبنى الذي كانا فيه، بعد أن هددت القوات الإسرائيلية بنسف المبنى بمن فيه.
بدوره، أصدر جهاز "الشاباك" بياناً قال فيه إنه تم اعتقال فلسطينيَّين اثنين آخرَين، قدَّما المساعدة للأسيرين.
من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن قوات إسرائيلية كبيرة من الجيش طوّقت أحد البيوت الفلسطينية في جنين، وطلبت من سكانه الخروج منه وتسليم أنفسهم، وكان منهم الأسيران الفاران.
بالموازاة مع ذلك، قال سكان في جنين إن فلسطينيين بالمنطقة اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية أثناء مداهمة المدينة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
أظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي فلسطينيين يطلقون مفرقعات نارية مع دخول مركبات عسكرية إسرائيلية مدرعة المدينة.
يأتي ذلك، بينما لم يصدر تعليق فوري من السلطة الفلسطينية، التي تمارس حكماً محدوداً في الضفة الغربية، وتُنسق مع إسرائيل بشأن الأمن في المنطقة.
ينحدر كممجي (35 عاماً) من بلدة كفر دان قرب جنين، وكان اعتُقل في 2006 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة خطف المستوطن الإسرائيلي إلياهو أشيري وقتله.
أمّا انفيعات (26 عاماً) فاعتُقل في 2020 بحسب نشاطه في حركة الجهاد الإسلامي، وكان ينتظر نطق الحكم بحقّه، وكان قد سُجن مرّات عدّة في السابق، بسبب نشاطه في الحركة.
كان الأسرى الستة قد نجحوا، فجر السادس من سبتمبر/أيلول 2021، في الهروب من سجن جلبوع، الذي يُعتبر من أكثر السجون الإسرائيليّة تحصيناً، عبر نفق حفروه أسفل مغسلة.
جنّدت إسرائيل كلّ أجهزتها الأمنيّة لمطاردة الأسرى الستّة، واعتقلت الشرطة الإسرائيليّة في بادئ الأمر اثنين منهم، هما يعقوب قادري المسجون منذ 14 عاماً، ومحمود العارضة أقدم المعتقلين الستّة، الذي أمضى 26 عاماً في السجن، والاثنان محكومان بالسجن مدى الحياة.
في اليوم التالي، ألقت الشرطة القبض على زكريا الزبيدي، القائد السابق في "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح في مخيّم جنين، الذي لا يزال غير محكوم عليه، إضافة إلى محمد العارضة، المُدان بالسجن مدى الحياة، وقد أمضى منها 22 عاماً.
أثارت عمليّة الفرار موجة انتقادات في إسرائيل، ما دفع الحكومة الإسرائيليّة إلى اتّخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيق وإعادة فحص كلّ السجون الإسرائيليّة التي تضمّ حوالي 4650 معتقلاً فلسطينياً، بينهم 200 طفل وقاصر.