عرضت قناة "كان" الإسرائيلية، الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021، صورتين لأداتين استخدمهما 6 أسرى فلسطينيون في حفر نفق والهروب من سجن "جلبوع" شديد التحصين، في حادثة وضعت سلطات الاحتلال في حرج.
الصورتان أظهرتا أن الأسرى استخدموا قلماً وضعوا عليه قطعة معدنية، إضافة إلى رأس علاقة، وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه تم العثور أيضاً على قطعة معدنية على شكل حرف S، ويُعتقد أنها تعود لأوانٍ معدنية.
تُشير الصورتان إلى أن الأسرى اعتمدوا على أدوات بدائية في حفر النفق، تجعل من الصعب على سلطات السجن الشك في تحركاتهم، وهو ما جعل الأسرى ينجحون في عدم لفت أنظار سلطات السجن إليهم والهروب لاحقاً.
كان الأسرى الذين ينتمون لحركة "الجهاد" الإسلامي وجميعهم من محافظة جنين شمال الضفة الغربية، قد بدأوا في حفر النفق منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول 2020، والأسرى هم: زكريا الزبيدي، ومحمود العارضة، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ونضال انفيعات.
أعادت السلطات الإسرائيلية القبض على 4 منهم بعد تنفيذ عمليات بحث واسعة، فيما لا يزال كممجي وانفيعات طليقين حتى اليوم السبت 18 سبتمبر/أيلول 2021.
وبحسب شهادات الأسرى، التي أدلوا بها لمحاميهم، الذين التقوا بهم عقب إعادة اعتقالهم، فقد استمر العمل في النفق نحو 10 أشهر، وسط تكتم شديد، رغم صعوبة المهمة، في ظل الرقابة الإسرائيلية المشددة.
تبدو العملية معقدة منذ بدايتها، حيث توجب البدء بحفر أرضية من الإسمنت المسلح بسمك 60 سنتيمتر، والأكثر تعقيداً هو كيفية التخلص من المخلفات، وبخاصة الرمل، دون لفت انتباه السجانين، الذين يمتلكون خبرة طويلة في كيفية الكشف عن عمليات حفر الأنفاق.
لذلك، شرع قائد العملية، الأسير محمود العارضة، بحسب محاميه رسلان محاجنة، بـ"صناعة أدوات الحفر من الأدوات المتوفرة".
استخدم الأسرى أواني المطبخ كأباريق الشاي، والقلايات والملاعق، ومقابض الأواني، وبعض الأخشاب في عمليات الحفر، وبأدوات بسيطة تمكنوا من حفر نفق عظيم، بات يُطلق عليه اسم "نفق الحرية".
لم تكن عملية التخطيط والتنفيذ عبثية أو من دون إعداد، حيث يذكر الأسير محمود أنه اعتمد على أرقام وحسابات دقيقة للنفق، من مدخله حتى مخرجه.
فخلال شهور العمل العشرة، تخلص الأسرى من مخلفات النفق في دورات الصرف الصحي، وبراميل النفايات، على دفعات صغيرة، وبحسب مصادر إعلامية إسرائيلية، فإن طول النفق يبلغ 35 متراً.
كانت إسرائيل قد أصيبت فور كشف العملية بعد عدة ساعات من فرار الفلسطينيين، بالصدمة، وعبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي دار جدال ونقاش ساخن حول ما جرى، وسط هجوم كبير على منظمة "السجون" داخل إسرائيل، وفشلها في عملها.
على الفور، فرضت إسرائيل تعزيزات كبيرة في محيط مدينة جنين، ونشرت قواتها على طول الحدود، ولاحقت الأسرى في الحقول والبلدات الفلسطينية داخل إسرائيل، الأمر الذي حال بينهم وبين الوصول إلى الضفة.