تعرضت قوات تابعة لـ"الحشد الشعبي" في العراق إلى قصف جوي من طائرات مجهولة، على الشريط الحدودي مع سوريا، ما تسبب بخسائر بشرية، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن ضابط في الجيش العراقي، الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021.
الضابط أشار إلى أن مركبتين تعودان لقوات الحشد الشعبي، تعرضتا لقصف صاروخي جوي في منطقة البوكمال الحدودية ليل الثلاثاء/الأربعاء.
أوضح المصدر الذي طلب عدم الإشارة لاسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن القصف "تسبب بخسائر بشرية" (لم يحددها).
بينما لم تتبن أي جهة مسؤولية القصف حتى الساعة 50: 6 (بتوقيت غرينتش)، قال متحدث التحالف الدولي في العراق بقيادة واشنطن واين ماروتو، عبر تويتر: "يمكن أن نؤكد أننا لم نشن غارات جوية في البوكمال في 14 سبتمبر/أيلول 2021".
بدورها قالت مصادر في منطقة البوكمال شرقي سوريا لوكالة الأناضول، إن القصف "استهدف مجموعات تابعة لإيران".
أضافت المصدر أن القصف "استهدف معبراً حدودياً أسسته تلك المجموعات خلال السنوات الماضية للتحرك بين العراق وسوريا في مدينة البوكمال (شرق سوريا)".
تعقيباً على الحادثة قال "تحالف الفتح" الذي يضم غالبية فصائل "الحشد الشعبي" في بيان الأربعاء، إن "تكرار الاعتداءات السافرة على السيادة العراقية يستدعي موقفاً صريحاً من الجميع، الحكومة ومجلس النواب لحفظ السيادة وتأمين الحماية الكاملة لأبنائنا".
أضاف أنه "يجب على تلك الجهات تحديد الدول المسؤولة عن هذه الاعتداءات ومواجهتها بجميع السبل الكفيلة بحفظ الكرامة وحماية الحدود وصون الدماء الزكية لأبنائنا".
سبق لإسرائيل أن قصفت مواقع تمركز المجموعات التابعة لإيران في سوريا عدة مرات، وأوقعت فيها خسائر كبيرة في الأرواح وخسائر مادية، وحتى الساعة 6:50 بتوقيت غرينتش لم يصدر أي تصريح إسرائيلي حول الضربة التي استهدفت "الحشد الشعبي".
"الحشد الشعبي" هو مؤسسة تتبع القوات المسلحة العراقية، وترتبط مباشرة برئيس الوزراء، لكن مراقبين يرون أن "الحشد" زاد نفوذه على نطاق واسع وبات أقوى من مؤسسات الدولة الأخرى ولا يخضع قادته لأوامر الحكومة، بل لقادته المقربين من إيران.
باتت قوات الحشد حالياً مراكز قوة اقتصادية في جميع مؤسسات الدولة وأداة فاعلة في يد النظام السياسي، فعندما اندلعت الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، استطاعت تلك الجماعات المسلحة المدعومة من إيران قمعها بقوة مميتة، بالإضافة إلى أنَّ جماعات حقوق الإنسان كثيراً ما اتهمت تلك الجماعات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق.