بدأ اليهود في البحرين بممارسة طقوس العبادة علناً، وذلك لأول مرة منذ عقود، بعد تطبيع العلاقات بين المنامة وتل أبيب، لتعود بذلك التقاليد اليهودية إلى العلن بعد عقود من ممارسة العبادة في خصوصية.
وكالة الأنباء الفرنسية، قالت الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول 2021، إن إبراهيم نونو، زعيم المجتمع اليهودي في البحرين، سيؤدي الصلاة في كنيس المنامة المعاد ترميمه مؤخراً.
تمارس الجالية اليهودية الصغيرة في البحرين، وقوامها نحو 50 شخصاً، عقيدتها خلف أبواب مغلقة منذ عام 1947، عندما دُمِّر الكنيس اليهودي الوحيد في الدولة الخليجية خلال اضطرابات تزامنت مع بداية الصراع العربي الإسرائيلي.
لكن عندما طبّعت البحرين العلاقات مع إسرائيل قبل عام واحد، بموجب الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة مع الدول العربية، والمعروفة باسم "اتفاقيات إبراهام"، فإنها "فتحت جميع الأبواب"، على حد قول نونو.
كانت البحرين والإمارات، اللتان لم تخوضا حروباً مع إسرائيل، قد وقَّعتا اتفاقَيْ تطبيع علاقات مع إسرائيل، في 15 سبتمبر/أيلول 2020، قبل أن يسير على خطاهما السودان والمغرب.
يقع الكُنيس الصغير المطلي باللون الأبيض مع النوافذ ذات الإطارات الخشبية في قلب العاصمة المنامة، وجُدِّد مؤخراً بتكلفة 60 ألف دينار بحريني (159 ألف دولار أمريكي).
قال نونو: "يمكننا تطوير الحياة اليهودية في البحرين، لأنَّ لدينا كنيساً يعمل بكامل طاقته"، مضيفاً: "لدينا القدرة على جلب اليهود إلى الكُنيس، ونريدهم أن يترددوا عليه بانتظام"، بحسب ما ذكره موقع "تايمز أوف إسرائيل".
كانت قد أُقيمت، الشهر الماضي، في البحرين، صلاة سبت علنية لليهود، في الكنيس المسمى "بيت الوصايا العشر"، في تجمّع حضره أفراد من الطائفة المحلية ويهود مغتربون ودبلوماسيون.
تخلل الصلاة طقس "بار متسفا"، وهو حفل ديني يُقام عند بلوغ الطفل اليهودي 13 عاماً، السنّ التي يفترض فيها البدء بأداء الفرائض الدينية.
يقول نونو: "لم يعد لدينا الآن أي خوف بخصوص تنمية الحياة اليهودية، منذ عام 1947 كنا نتوارى عن الأنظار، أما الآن فلا حاجة للتواري، نحن سعداء جداً بأن نكون في العلن".
لكن نونو أكد أن "المجتمع اليهودي في البحرين يشعر بمخاوف بشأن مستقبله، مع توجه معظم جيل الشباب للعيش والعمل في الخارج"، وكشف أنه يبحث حالياً عن طرق لشراء المبنى المجاور للكنيس لإنشاء مدرسة دينية، حيث يمكن للعائلات اليهودية تسجيل أطفالهم.
أضاف أن هدفهم الآن أن يكون لديهم حاخام، من أجل "تطوير الحياة اليهودية والتعرف على الجالية، ويكون قادراً على تقديم الخدمات لهم أسبوعياً"، وأضاف: "سيساعد هذا في تطوير المجتمع (اليهودي) في البحرين"، بحسب تعبيره.
من جانبه، اعتبر رئيس رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية الحاخام إيلي عبادي، الذي أشرف على أول صلاة يهودية في البحرين، الشهر الماضي، أنّ عودة الصلوات بمثابة "تجديد لتاريخ اليهود في المنطقة"، وفق قوله.