تراجع حوادث العنف ضد المسلمين بأمريكا.. استهدافهم انخفض 45% على الرغم من ارتفاع جرائم العنصرية

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/12 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/12 الساعة 14:49 بتوقيت غرينتش
الجالية المسلمة في أمريكا - رويترز

قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأحد 12 سبتمبر/أيلول 2021، إنه على الرغم من أن جرائم الكراهية في أمريكا قد ارتفعت في العامين الأخيرين على وقع تنامي ظاهرة اليمين المتطرف وأنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن حوادث استهداف المسلمين انخفضت العام الماضي إلى النصف. 

يأتي تقرير الصحيفة في الوقت الذي تحيي فيه أمريكا الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر 2001، والتي أودت بحياة الآلاف، وانتهجت السلطات الأمريكية بعدها سياسات معادية وعنصرية ضد المسلمين المقيمين بأمريكا. 

العنف ضد المسلمين بأمريكا

بحسب بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن ارتفاعاً شهدته أمريكا في جرائم الكراهية بنحو 6% العام الماضي، على الرغم من ذلك، فإن حوادث استهداف اليهود والمسلمين انخفضت العام الماضي بنسبة 30% و42% على التوالي، بعد قفزات كانت شهدتها في العقد الماضي.

في السنوات الأخيرة، تنامى عدد السكان المسلمين في أمريكا ليصل إلى ما يقدر بنحو 3.85 مليون نسمة، أو ما يزيد قليلاً عن نسبة 1% من سكان الولايات المتحدة، وفقاً لـ"مركز بيو للأبحاث". 

هذا الارتفاع جاء من نحو 2.35 مليون مسلم في عام 2007، ويُتوقع أن يستمر في الارتفاع كما يقول باحثو مركز بيو، ليتجاوز عدد السكان اليهود الأمريكيين بحلول عام 2040. وهذه التوقعات سابقة على التدفق المتوقع للاجئين مسلمين إلى الولايات المتحدة من أفغانستان بعد الأحداث الأخيرة فيها.

يوجد في الولايات المتحدة اليوم بحسب الصحيفة 2769 مسجداً، بزيادة 129% عن عام 2000، وفقاً لـ"معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم" (ISPU)، وهو مركز أبحاث في العاصمة الأمريكية واشنطن يركز في دراساته على قضايا المسلمين.

تجلى هذا التغيير على وجه الخصوص في أماكن مثل هذه المدينة الواقعة في مناطق الغرب الأوسط، على بعد 378 كيلومتراً شمال غرب شيكاغو وبالقرب من ضفاف نهر سيدار. 

تشير الصحيفة إلى أنه قبل عشرين عاماً، عمل لاجئون ومهاجرون مسلمون من البوسنة على إقامة مجتمع مسلم هناك، وفي السنوات التي تلت ذلك، تزايد عدد السكان المسلمين في المنطقة ليشمل مهاجرين من باكستان وبنغلاديش ودول أخرى، جاؤوا إلى ولاية آيوا للعمل في المصانع والمستشفيات والشركات المحلية الأخرى.

حيث عانت ولاية أيوا في ثمانينيات القرن الماضي في ظل الانخفاض الكبير في عدد سكان الولاية والتخلي عن أعداد كبيرة من الوظائف في المصانع المرتبطة بقطاع الزراعة، وشمل ذلك إغلاق مصنع كبير لتعبئة اللحوم كان يعمل فيه آلاف العمال. من ثم، ولإعادة بناء القوة العاملة في الولاية، أطلقت الجمعيات المحلية برامج لمساعدة اللاجئين، ومنهم المهاجرون المسلمون، على توطين نفسهم في الولاية، وهكذا انتقل مزيد من المسلمين إلى المنطقة للعمل والدراسة.

اليوم، ترتفع المآذن فوق مناطق معينة من واترلو، التي يبلغ عدد سكانها 67 ألف نسمة، ويوجد 23 مسجداً في عموم ولاية أيوا. أما مدينة واترلو فلم يكن فيها سوى مسجدٍ واحد في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. الآن أكبر مساجدها الثلاثة، مسجد النور، يقول إن قائمة الأعضاء فيه تضم نحو 3 آلاف أسرة مسلمة. 

سنوات الاضطهاد 

يروي الدكتور سيف بهويان الذي يشغل الآن عضوية مجلس إدارة "مركز مسجد النور الإسلامي"، أحد أكبر ثلاثة مساجد في مدينة واترلو بولاية أيوا، وقائع عن استجوابه بفظاظة على يد أفراد الأمن والضباط في المطارات وأماكن أخرى في عام 2001، والأعوام التي تلت الحادثة.

في ذلك الوقت، كان الدكتور بهويان طالباً جامعياً من بنغلاديش يدرس في الولايات المتحدة، وبعد عشرين عاماً من الهجمات، يقول بهويان الذي يبلغ من العمر الآن 42 عاماً وأصبح أستاذاً جامعياً لنظم المعلومات في جامعة شمال أيوا، إنه لا يزال يرى أن كونك شخصاً مسلماً في أمريكا أمراً ينطوياً على مخاطر، وغالباً ما يتعامل بحذر بعد وقوع أي حدث عنيف شارك فيه مسلمون ونقلته وسائل الأخبار.

مع ذلك، يقول بهويان إنه شهد تحسناً في معاملة المسلمين في عديد من الأماكن على مدى العقدين الماضيين مع تزايد عدد المسلمين والأشخاص المعتنقين للإسلام في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

يقول الدكتور بهويان: "هناك قلة تجهر بالقول: (نحن لا نريد هؤلاء الأشخاص). لكنّ هناك مجتمعاً أكبر بكثير من الناس السعداء بوجود المسلمين بينهم. ولن تسمع كثيراً من الناس يشتكون من وجود جيران مسلمين".

مع ذلك، يقول نزاري جعفر، وهو مهندس كهربائي يبلغ من العمر 46 عاماً وانتقل إلى الولايات المتحدة من ماليزيا منذ عقود، إن زوجته تخلت عن الحجاب الذي كانت ترتديه خارج المنزل؛ لأنها ضاقت ذرعاً بإصدار الناس أحكاماً عليها دون أين يعرفونها حقاً.

ويقول جعفر: "ينتابك دائماً هذا الخوف من أن هناك أحداً ينظر من خلفك ويتحدث عنك".

في عام 2016، قام مخرِّبون بكتابة اسم الرئيس الأمريكي ترامب على جدار خارجي لمبنى المسجد، بعد أن شنَّ الرئيس السابق حملةً لمنع دخول المسلمين إلى البلاد. ومنذ شهرين، التقطت الكاميرات الأمنية صور ثلاثة أشخاص اقتربوا من أبواب المنشأة في منتصف الليل، وهم يتوعدون ويوجهون الشتائم.

تحميل المزيد