تفتخر به تل أبيب وتُلقبه بالخزنة.. تفاصيل “أقوى” سجن إسرائيلي تأميناً، الذي كسر 6 أسرى فلسطينيين هيبته

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/07 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/07 الساعة 11:21 بتوقيت غرينتش
سجن جلبوع في وادي بيسان شمال فلسطين المحتلة/ رويترز

نسفت عملية هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي ما قيل عنه إنه أقوى السجون تأميناً في إسرائيل وإنه قلعة حصينة لا يستطيع أحد الهروب منها، وفق ما ذكره تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021.

قال مسؤول في مصلحة السجون الإسرائيلية (IPS)، قبل أيام من افتتاح السجن في يونيو/حزيران عام 2004، أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إن جلبوع "أقوى تأميناً من خزائن بنك إسرائيل".

سجن جلبوع بمواصفات خاصة

يقع سجن جلبوع في وادي بيسان، على بُعد 4 كيلومترات شمال الضفة الغربية المحتلة و14 كيلومتراً غرب السياج الحدودي بين إسرائيل والأردن، مكان نزل عثماني وقاعدة عسكرية بريطانية قديمين.

في خمسينيات القرن الماضي، حولت إسرائيل المباني الموجودة في المكان إلى سجن شطة، وتوسعت بها لتشمل سجن جلبوع القريب عام 2004.

تزن زنازين سجن جلبوع 66 طناً -أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف وزن الزنزانة العادية- وهي مصنوعة من الخرسانة المسلحة، ولهذا يطلق الأسرى الفلسطينيون وضباط الأمن الإسرائيليون على السجن اسم "الخزنة".

في كل زنزانة، توجد ثمانية أسرّة. ويتوفر لدى السجناء الحد الأدنى من الضروريات: دش ومرحاض ومروحة وموقد كهربائي محمول وغلاية، وقد يصادر الحراس الإسرائيليون بعض هذه الأشياء كشكل من أشكال العقاب الجماعي.

لكن سمعة "الخزنة" لم تمنع الأسرى من محاولة الهرب؛ إذ كشفت مصلحة السجون الإسرائيلية، في أغسطس/آب عام 2014، عن نفق تم حفره من مقصورة مرحاض في جلبوع، حيث كان يُحتجز ثمانية أسرى فلسطينيون ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي.

كان الأسرى قد حفروا بين ثلاثة وخمسة أمتار تحت أرضية المرحاض لاختراق هيكل الزنزانة. إلا أن المحاولة أُحبطت بعد جمع معلومات استخبارية، ولم يتمكن السجناء من تجاوز أرضية حديدية أقيمت داخل هيكل الزنزانة.

400 أسير محكومون بالسجن لفترات طويلة

سجن جلبوع سجن شديد الحراسة ويضم حوالي 400 أسير محكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة.

يضم السجن خمسة أقسام منفصلة يصل بينها ممر على شكل "أنبوب"، لا يمكن رؤية أي شيء منه في أي من طرفيه. وفي كل قسم، توجد 15 زنزانة مرتبة على شكل حرف H، ويُسمح للسجناء بالتمشي مرتين في اليوم في وسطه، والمرة الواحدة مدتها ساعتان.

قال مسؤول في مصلحة السجون الإسرائيلية إن العالم الخارجي محجوب عن السجناء حتى لا يتمكنوا من تخيل مكان السجن و"الأعمال الإرهابية التي يمكن القيام بها".

لدى افتتاح السجن، كان مجهزاً بـ72 كاميرا مراقبة، وأبواب الزنازين كانت تفتح وتغلق إلكترونياً، فيما صُنعت أبواب غرف الحراس من الحديد الثقيل والأسوار العالية التي تحيط بالمجمع كانت تعلوها أسلاك شائكة ثقيلة.

فيما يخضع الأسرى الفلسطينيون للمراقبة باستمرار، ولا يُسمح لهم باستخدام الهواتف المحمولة أو حتى الملاعق المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، ولا تضم زنازينهم نافذة يمكن من خلالها رؤية العالم الخارجي.

هروب "خطير ومعقد"

بينما تكثّف إسرائيل من أعمال البحث عن 6 فلسطينيين نجحوا، فجر الإثنين، بالفرار من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، شديد التحصين، في شمالي البلاد.

تزامنت أعمال البحث مع سلسلة من التحقيقات في الحادث ذاته، ومداولات أمنية حول تداعياته.

نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن قائد لواء الشمال في مصلحة السجون الإسرائيلية أريك يعقوف قوله إن "حادث هروب السجناء الأمنيين هو أمر خطير ومعقد".

أضاف: "لقد تمكنوا من الفرار بعد أن استغلوا عيباً تخطيطياً في مبنى السجن، أدى الى فراغات بين الزنازين، ولم يحفروا نقًًا". وأشار إلى أن سلطة السجون تخطط لإجلاء من تبقى من الأسرى، البالغ عددهم حوالي 400 شخص، حيث سيتم توزيعهم على سجون أخرى.

فيما نشرت مصلحة السجون الإسرائيلية شريط فيديو لفتحة أسفل مغسلة في الزنزانة التي تواجد فيها الأسرى قبل فرارهم. وتؤدي الفتحة إلى نفق، يصل إلى خارج حدود السجن، بطول عشرات الأمتار.

تحميل المزيد