كشف الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، السبت 4 سبتمبر/أيلول 2021، عن لقاء عقده مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، في العاصمة عمّان خلال الأسبوع الماضي.
حيث قال هرتسوغ، في مقابلة مع قناة "كان" العبرية الرسمية، إن "الاجتماع عُقد بدعوة من الملك عبد الله، وبالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد".
هرتسوغ أضاف أنه تم بحث "القضايا الاستراتيجية" بين البلدين خلال الاجتماع الذي وصفه بأنه كان "دافئاً"، دون ذكر توضيحات بالخصوص.
"زعيم عظيم"
في حين تابع: "الأردن بلد مهم للغاية. أنا أحترم الملك عبد الله، فهو زعيم عظيم ولاعب إقليمي مهم".
كما ذكرت الرئاسة الإسرائيلية، في بيان، أن اللقاء "السري" جرى يوم الأحد 29 أغسطس/آب 2021، في قصر الملك عبد الله الثاني بعمّان، مؤكدةً أن الاجتماع تناول "قضايا العمق الاستراتيجي سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي"، ومنها قضايا الاستيراد، والزراعة، والطاقة، وحلول أزمة المناخ.
بينما لم يصدر عن الجانب الأردني أي إعلان بالخصوص حتى الساعة الـ18:45 ت.غ.
تجدر الإشارة إلى أن منصب الرئيس في إسرائيل اعتباري؛ فهو مجرد عملياً من السلطات التنفيذية.
"لقاء سري آخر"
يأتي الكشف عن الاجتماع، بعد نحو شهرين من لقاء سري آخر بين الملك عبد الله وبينيت، أنهى سنوات من الجمود الدبلوماسي بين البلدين في عهد بنيامين نتنياهو.
إذ كشف العاهل الأردني، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، الأحد 25 يوليو/تموز 2021، عن لقاءين عقدهما مع بينيت ووزير دفاعه بيني غانتس؛ ليؤكد للمرة الأولى صحة أنباء تناولتها صحف إسرائيلية حول ذلك مطلع شهر يوليو/تموز الماضي.
هذا الأمر جاء بعد أن ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية خلال شهر فبراير/شباط الماضي، أن وزير الدفاع الإسرائيلي التقى سراً الملك عبد الله في الأردن.
في المناسبة عينها، صرّح الملك عبد الله: "خرجت من تلك الاجتماعات (لقاءَي بينيت وغانتس) وأنا أشعر بالتشجيع الشديد، وأعتقد أننا رأينا في الأسبوعين الماضيين، ليس فقط تفاهماً أفضل بين إسرائيل والأردن، ولكن الأصوات القادمة من كل من إسرائيل وفلسطين تشير إلى أننا بحاجة إلى المضي قدماً".
فيما لم تتضمن مقابلة "سي إن إن" تفاصيل أخرى بشأن لقاءيه مع بينيت وغانتس، ولا مواعيدهما.
غير أن موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي كان قد كشف أن بينيت التقى ملك الأردن سراً بقصر في عمَّان، أوائل شهر يوليو/تموز، في أول قمة بين قادة البلدين منذ أكثر من 3 سنوات.
يشار إلى أن الأردن وإسرائيل بينهما اتفاقية سلام تدعى "اتفاقية وادي عربة" أُبرمت في عام 1994.
جدير بالذكر أنه في شهر مارس/آذار الماضي، توترت العلاقات بين إسرائيل والأردن على خلفية إلغاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، بنيامين نتنياهو، للإمارات بسبب صعوبات تنسيق الرحلة إلى أبوظبي عبر المجال الجوي الأردني.
قبل ذلك بوقت قصير، ألغى ولي العهد الأردني الأمير الحسين، زيارة للمسجد الأقصى في القدس، بسبب خلافات مع تل أبيب حول الترتيبات الأمنية.