علماء يصلون لأهمية الأقنعة الجراحية في تجنب كورونا.. أجروا تجارب على 340 ألف شخص في بنغلاديش

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/03 الساعة 16:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/03 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
مصنع تايلاندي ينتج 10 ملايين قناع شهريًا ، من ساعات العمل لمواجهة الطلب المتزايد بعد ظهور فيروس كورونا/ Getty

قالت صحيفة Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 1 سبتمبر/أيلول 2021، إن علماء في بنغلاديش توصلوا إلى أن ارتداء الأقنعة الجراحية على نطاق واسع يمكن أن يحد من انتشار فيروس كورونا في المجتمعات.

حيث تعد الورقة التمهيدية، التي تتبعت أكثر من 340 ألف بالغ في 600 قرية بريف بنغلاديش، أكبر دراسة عشوائية عن فعالية الأقنعة في الحد من انتشار عدوى فيروس كورونا.

انتشار كوفيد-19

يقول مؤلفو الدراسة إن هذا يوفر دليلاً قاطعاً في العالم الواقعي على ما تشير إليه الأبحاث المخبرية والأبحاث الأخرى بقوة: يمكن أن يكون لارتداء القناع تأثير كبير على الحد من انتشار مرض كوفيد-19، وهو المرض الناجم عن فيروس كورونا.

من جانبه قال جيسون أبالوك، الاقتصادي بجامعة ييل الذي ساعد في قيادة الدراسة، في مقابلة: "أعتقد أن هذا يجب أن يُنهي أي نقاش علمي حول ما إذا كانت الأقنعة يمكن أن تكون فعالة في مكافحة فيروس كورونا بين السكان"، واصفاً الدراسة بـ"مسمار في نعش" الحجج ضد الأقنعة.

في المقابل يقدر الباحثون أنه من بين مجموعة من البالغين البنغلاديشيين في الدراسة الذين جرى تشجيعهم على ارتداء الأقنعة، زاد ارتداء الأقنعة بنسبة 28.8% بعد التدخل. وعند تتبعها، شهدت هذه المجموعة انخفاضاً بنسبة 9.3% في الانتشار المَصلي المصاحب لأعراض كوفيد-19، مما يعني أن الفيروس أُكد عن طريق الدم، إضافة إلى انخفاض آخر بنسبة 11.9% في أعراض كوفيد-19.

فيما أكد مؤلفو الدراسة -بقيادة المحققين الرئيسيين أبالوك ولاورا كوونغ وستيف لوبي وأحمد مشفق مبارك وأشلي ستيكزينسكي- وهم يشكلون فريقاً عالمياً يضم باحثين من يال وستانفورد ومؤسسة GreenVoice البنغلاديشية غير الربحية، أن هذا لا يعني أن الأقنعة كانت فقط فعالة بنسبة 9.3%.

من جانبه قال أبالوك: "أعتقد أن الخطأ الكبير هو قراءة هذه الدراسة والقول: آه، يمكن أن تمنع الأقنعة فقط 10% من الإصابات المصحوبة بأعراض". وقال إن الرقم من المحتمل أن يكون أعلى عدة مرات إذا كان استخدام القناع عالمياً.

نتائج جديدة

الدراسة قيد المراجعة من جانب مجلة Science. ومنح المؤلفون الصحفيين نظرة مبكرة على النتائج، بسبب أهميتها المحتملة في مناقشات الصحة العامة العالمية.

في سياق متصل فقد أشاد الخبراء المستقلون الذين طُلب منهم النظر في البحث بحجمه؛ واقترح البعض أنه قد يكون الحجةَ الأكثر إقناعاً حتى الآن لارتداء القناع.

هذا البحث جزء من مشروع مستمر يعمل عليه أبالوك والمؤلفون المشاركون معه والذي لا ينظر فقط إلى فعالية ارتداء القناع، ولكن أيضاً في طرق الصحة العامة لتشجيع تبني ارتداء القناع بين المجتمعات.

من ناحية أخرى فقد اختار الفريق بنغلاديش، لأن المؤلف المشارك وخبير الاقتصاد في جامعة ييل، مبارك، ينتمي إلى البلاد وقد عمل هناك من قبل، وبسبب خيارات التمويل المتزايدة.

إن الحجم الهائل للمشروع، الذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني وانتهى في أبريل/نيسان 2021، جدير بالملاحظة. فقد كان نحو 178 ألف قروي بنغلاديشي في مجموعة تدخل وجرى تشجيعهم على استخدام الأقنعة. وكان هناك 163 ألف شخص إضافي في مجموعة المراقبة، ولم تجرِ أي تدخلات معهم.

في حين قيّم المشروع مستويات ارتداء الأقنعة والتباعد الجسدي من خلال الملاحظات المباشرة من الموظفين الذين يرتدون ملابس مدنية في المجتمع بالمساجد والأسواق وأماكن التجمع الأخرى.

كذلك فقد صدر التكليف بارتداء الأقنعة في بنغلاديش منذ مارس/آذار 2020، على الرغم من أن الاستجابة ظلت محدودة. ووجد الباحثون أنهم كانوا قادرين على زيادة ارتداء الأقنعة في مجموعة التدخل من 13% إلى 42%، بزيادةٍ قدرها 28.8%. ولوحظ التأثير ووجد أنه ثابت على مدى 10 أسابيع واستمر بعد انتهاء التدخلات.

استخدام الأقنعة 

نسبت المجموعة الفضل إلى "خليط" من أربعة تدخلات ساعدت بشكل كبير على زيادة استخدام الأقنعة في المجتمع: توفير أقنعة بدون تكلفة تُوصل من الباب إلى الباب؛ تقديم معلومات حول فوائد الأقنعة؛ تعزيز ارتداء القناع؛ وتأييد قادة محليين موثوق بهم لارتداء الأقنعة.

عندما أُصدرت هذه النتائج السلوكية في وقت سابق من هذا العام، تلقت استجابة إيجابية من الخبراء. لكن النتائج حول فعالية الأقنعة قد يكون لها تأثير أوسع بكثير.

من جانبه قال لورانس جوستين، مدير هيئة التدريس في معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي بجامعة جورج تاون: "لا أرى أي سبب يجعل التفاعل بين القناع والفيروس يسير بشكل مختلف في المناطق الريفية في بنغلاديش أو ريف كنساس أو المناطق الحضرية في نيويورك أو سان فرانسيسكو. علم الأحياء هو ذاته في كل مكان".

لا تدَّعي الدراسة أنها الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بالأقنعة. وقد وجد المؤلفون أنه في حين أن أقنعة القماش تخفف الأعراض بشكل واضح، فإنهم "لا يستطيعون" رفض فكرة أنها عكس الأقنعة الجراحية، قد يكون لها تأثير ضئيل فقط على عدوى فيروس كورونا ذات الأعراض، وربما لا شيء على الإطلاق.

رغم ذلك، شدد أبالوك على أن البحث لم يسفر عن دليل على أن أقنعة القماش غير فعالة. وقال إن النتائج "لا تُظهر بالضرورة أن الأقنعة الجراحية أفضل بكثير من أقنعة القماش، لكننا نجد أدلة أوضح على فعالية الأقنعة الجراحية".

تحميل المزيد