أدى عشرات اللبنانيين صلاة الجمعة 3 سبتمبر/أيلول، في باحة محطة للمحروقات في مدينة صيدا جنوب البلاد؛ احتجاجاً على أزمة انقطاع الوقود ومعاناة الناس بسبب ذلك.
كان الداعية اللبناني علي الحسين قد دعا سابقاً المواطنين ورجال الدين إلى أداء صلاة الجمعة في منطقة "الجية" بالمدينة؛ للاحتجاج على انقطاع الوقود.
على أثر ذلك، انضم عشرات المواطنين إلى الصلاة في المحطة، حيث خطب خلالها الشيخ الحسين قائلاً: "إننا نصلي اليوم في المحطة ولاحقاً سنصلي في الأفران والصيدليات".
الحسين أضاف: "أتينا لنصلي في محطة الوقود، لنُري العالم حجم الظلم والقهر الذي نعاني منه والحرمان والإذلال الذي نعيشه في بلدنا لبنان"، متابعاً: "هذه صلاة صرخة كي يصل صوتنا ليس للبنان فقط، بل لكل العالم، بأننا موجوعون، والشارع ما فينا نضبطه أكتر من هيك، والله يستر من اللي جاي".
كما أردف: "هذه دعوة للسياسيين للتنازل عن حظ النفس (..) لبنان لم يعد لديه قدرة على التحمل، يجب عليكم أن تُيسروا موضوع الحكومة وتشكيلها، موضوع الدواء المفقود والنفط المفقود وكل ما يحتاجه المواطنون".
في حين شدد الشيخ اللبناني على ضرورة المسارعة بإنقاذ لبنان، وأن يتم تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد.
فيما تسبّبت أزمة شح الوقود في إقفال بعض المحطات أبوابها، فيما يشهد البعض الآخر ازدحاماً كبيراً يتخلله في كثير من الأحيان وقوع شجارات.
الوقود الإيراني
إلى ذلك، قال مصدران مطلعان، الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، إن أول شحنة وقود إيرانية جلبتها جماعة حزب الله ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سوريا؛ لتجنب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات.
كان حزب الله قد أعلن في الشهر الماضي، أن شحنة من النفط الإيراني في الطريق إلى لبنان؛ للمساهمة في تخفيف العجز الحاد بالإمدادات.
بينما حذَّر خصوم حزب الله من عواقب وخيمة جراء هذه الخطوة، وقالوا إنها تجازف بفرض عقوبات على بلد يعاني اقتصاده من الانهيار على مدى نحو عامين.
يشار إلى أن أزمة نقص الوقود في لبنان كانت قد تصاعدت منذ 11 أغسطس/آب الجاري، حين قرر المصرف المركزي وقف دعم استيراد الوقود، حيث كان يؤمّن الدولار للمستوردين وفق سعر صرف يبلغ 3900 ليرة.
كان الهدف من الدعم المحافظة على أسعار المحروقات منخفضة، في ظل تراجع قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد نحو 20 ألف ليرة، بينما سعره الرسمي 1515.
يُذكر أنَّ شح الوقود يتسبّب بانقطاع الكهرباء عن منازل المواطنين لساعات طويلة، كما يهدد عمل المستشفيات والأفران، ما يزيد من معاناة البلاد التي ترزح تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها.
74 % من اللبنانيين فقراء
في السياق، أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن 74% من سكان لبنان يعانون الفقر في 2021، وذلك بعد أن سجل 55% من السكان بالعام السابق، و28% في 2019.
جاء ذلك في دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "إسكوا"، بعنوان: "الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان: واقع أليم وآفاق مبهَمة".
الدراسة أوضحت أن "نسبة الأسر المحرومة من الرعاية الصحية قد ارتفعت إلى 33%، كما ارتفعت نسبة الأسر غير القادرة على الحصول على الدواء إلى أكثر من 50%".
في حين تابعت: "الفقر متعدد الأبعاد (بإضافة الخدمات الصحية والتعليمية والخدمات العامة) أصبح يطال 34% من السكان"، داعيةً اللجنة الأممية إلى "وضع خطط فعّالة للحماية الاجتماعية تكون أكثر تلبية لاحتياجات الفقراء، وتوسيع نطاقها لتشمل العاطلين عن العمل"، بحسب الدراسة ذاتها.
فيما يُقدر البنك الدولي أن لبنان يحتاج في أحسن الأحوال نحو 12 عاماً ليعود إلى مستويات الناتج المحلي المسجلة في 2017، وفي أسوأ الأحوال إلى 19 عاماً.
منذ أكثر من عام ونصف، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة تسببت بتدهور قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وانخفاض حاد في احتياطي العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي.