نقلت وكالة الأناضول عن إعلام أفغاني، مساء الجمعة 3 سبتمبر/أيلول 2021، أن حركة طالبان استطاعت السيطرة على ولاية بنجشير محل الصراع بينها وبين المعارضة الأفغانية بقيادة الزعيم المحلي أحمد مسعود.
من ناحية أخرى قالت وكالة رويترز نقلاً عن 3 مصادر في طالبان، إن الحركة تسيطر الآن على جميع أنحاء أفغانستان، وذلك بعد أن سيطرت الحركة على مديرية بريان في ولاية بنجشير شمال أفغانستان، حيث تجددت المواجهات العنيفة، الجمعة، بين قوات الحركة ومسلحي "الجبهة الوطنية للمقاومة" بقيادة أحمد مسعود.
هروب نائب رئيس أفغانستان
في المقابل ووفقاً لتقرير "الجزيرة"، فإن أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني الهارب أشرف غني، قد غادر ولاية بنجشير إلى طاجيكستان، وذلك وفق ما نقله التقرير عن وسائل إعلام هندية ، لكن وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت عن مصدر في قوات بنجشير نفيه مغادرة أمر الله صالح، الولاية إلى طاجيكستان.
في حين قال مراسل "الجزيرة" بأفغانستان أحمد فال، إن معارك عنيفة تدور قرب قرية جولبهار على مشارف وادي بنجشير، وإن الأهالي أرسلوا عائلاتهم إلى كابول؛ خوفاً عليهم في ظل ارتفاع حدة المعارك وتساقط القذائف.
أضاف أن حركة طالبان تبدو مصممة على عدم تكرار خطئها في فترة حكمها السابق، عندما ظلت منطقة بنجشير خارجة عن سيطرتها، مشيراً إلى أن الحركة قطعت خطوط الإمداد بين الإقليم الذي تسكنه أغلبية طاجيكية ودولة طاجيكستان.
من جانبه أضاف ذبيح الله مجاهد، في تصريحات لإذاعة "راديو آزادي" الدولية، أن مقاتلي الحركة أحرزوا تقدماً وسيطروا على نقاط تفتيش رئيسية في منطقة جبل سراج بولاية بروان شمال كابول، وكذلك سيطروا على منطقة خواك، بالقرب من وادي بنجشير.
تشكيل الحكومة الجديدة
في سياق متصل قالت مصادر بحركة طالبان إن الملا برادر، رئيس المكتب السياسي للحركة والمشارك في تأسيسها، سيقود الحكومة الأفغانية التي سيُعلَن عنها قريباً، في وقت تخوض خلاله الحركة معارك مع مقاتلين متمردين في وادي بنجشير.
لكن أهم أولويات الحكومة الجديدة ستكون الحيلولةَ دون انهيار اقتصاد عانى بسبب الجفاف وتداعيات حرب استمرت 20 عاماً وأودت بحياة نحو 240 ألف أفغاني قبل أن تُنهي القوات الأمريكية انسحاباً اتسم بالفوضى في 30 أغسطس/آب الماضي.
على المحك أيضاً قدرة طالبان على حكم بلد يواجه انهياراً اقتصادياً وكارثة إنسانية وتهديدات للأمن والاستقرار من جماعات متشددة منافسة، منها الجماعة المحلية الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية.
ذكرت ثلاثة مصادر أن الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، وشير محمد عباس ستانيكزاي سيتوليان منصبين مهمين في الحكومة. وقال مسؤول بالحركة طلب عدم نشر اسمه، لـ"رويترز": "وصل جميع القادة الكبار إلى كابول، حيث وصلت الاستعدادات لإعلان الحكومة الجديدة إلى مراحلها الأخيرة".
صرح مسؤول آخر من طالبان بأن هبة الله آخوند زاده، الزعيم الديني للحركة، سيركز على الأمور الدينية والحكم في إطار الشريعة الإسلامية.
مقاومة وادي بنجشير
في حين تواجه طالبان، التي سيطرت على العاصمة كابول في 15 أغسطس/آب، بعد اجتياح معظم أنحاء البلاد، مقاومة في وادي بنجشير شمال العاصمة، ووردت أنباء عن قتال عنيف وضحايا.
حيث تجمَّع عدة آلاف من أفراد الجماعات المسلحة المحلية وبقايا القوات الحكومية المسلحة في الوادي الوعر تحت قيادة أحمد مسعود، ابن زعيم المجاهدين السابق أحمد شاه مسعود.
من ناحية أخرى فقد فشلت جهود التفاوض من أجل التسوية، على ما يبدو، وتبادل الجانبان الاتهام بالمسؤولية عن الفشل.