ودَّعت الأسيرات الفلسطينيات المعتقلات في سجن "الدامون" بإسرائيل، المعتقلة المفرج عنها "أنهار الديك" بالتكبير، كما حظيت، الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، باستقبال كبير من طرف مئات الفلسطينيين خارج أسوار السجن، عقب قرار المحكمة العسكرية الإسرائيلية الإفراج عنها، بعد أن وصلت إلى الشهر التاسع من حملها، وبعد ضغوط من منظمات دولية.
وفي وقت سابق من الخميس، أفرجت إسرائيل عن "أنهار الديك"، بعد اعتقال دامَ نحو 5 أشهر، وذلك بكفالة مالية مدفوعةٍ قيمتها 40 ألف شيقل (نحو 12500 دولار)، مع إقامة جبرية بمنزل عائلتها في بلدة "كَفر نعمة" غرب مدينة رام الله (وسط)، وفق ما نقلته هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة لمنظمة التحرير) عن محامي الأسيرة، أكرم سمارة.
أول تصريح للأسيرة بعد الإفراج عنها
الأسيرة "الديك" وصلت إلى حاجز "سالم" العسكري شمالي جنين (شمال)، بعد أن أخلي سبيلها من سجن الدامون شمال إسرائيل.
لحظة وصولها للحاجز، عبّرت الأسيرة المفرج عنها، في كلمة لها، عن شكرها لكل من لبى نداءها، وطالبتهم هم وكل أحرار العالم بـ"أن يلبوا نداء كافة الأسرى والأسيرات بالإفراج الفوري والعاجل عنهم".
عن لحظة وصول الخبر للأسيرات ذكرت أن الفرحة كانت "لا توصف، ليس لي فقط، وإنما لكل الأسيرات، والتكبيرات (كانت) تصدح في كل مكان".
قالت "الديك": "كل الكلمات وحروف اللغة العربية تعجز عن وصف شعوري ووصف شكري لهم، كنت لما أشوف (أرى) كل متضامن معي، لو حكى كلمة تُثلج صدري".
أما عن اللحظات التي كانت تفكر فيها لو أنجبت مولودها داخل السجن، فقالت: "كانت لحظات صعبة جداً لا توصف، كنت في كل لحظة أتخيل كيف سيأتي ابني للزنزانة؟ وكيف سيعيش المعاناة التي أعيشها؟ كيف سيواجه ظلمة وعتمة الزنازين؟ كيف سيكون بعيداً عن أبيه؟".
من جهتها، كانت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في انتظار الأسيرة المفرج عنها، وجرى نقلها إلى مستشفى جنين الحكومي؛ لإجراء فحوصات طبية قبل نقلها إلى قريتها.
تحرك رسمي وشعبي للإفراج عنها
في 25 أغسطس/آب الماضي، وجهت "الديك" رسالة إلى عائلتها تضمنت مناشدة لأحرار العالم، تطالبهم بالتدخل العاجل من أجل الإفراج عنها لتتمكن من وضع جنينها خارج أسوار السجون.
وبعد نشر رسالة "أنهار" بدأ تحرك فلسطيني على المستويين الشعبي والرسمي للمطالبة بالإفراج عنها.
الأسيرة أنهار الديك (26 عاماً)، وهي من قرية "كَفر نعمة" غرب رام الله، اعتُقلت في الثامن من مارس/آذار الماضي، وكانت حينها حاملاً بالشهر الثالث، وسُجنت في ظروف قاسية، دون مراعاة لحالتها الصحية.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4850 فلسطينياً، بينهم 41 أسيرة، و225 طفلاً، و540 معتقلاً إدارياً، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.ص