قال مسؤول تنفيذي كبير في "ويسترن يونيون"، لـ"رويترز"، الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021، إن الشركة ستستأنف خدمات تحويل الأموال إلى أفغانستان، في قرار قال إنه يتماشى مع مسعى أمريكي للسماح بمواصلة الأنشطة الإنسانية بعد سيطرة طالبان.
يأتي ذلك بعد أن علقت أكبر شركة لتحويل الأموال في العالم وشركة منيجرام إنترناشونال، وهي مقدم عالمي آخر لخدمات التحويلات، خدماتهما في أفغانستان قبل أسبوعين، وذلك بعدما استولت الجماعة الإسلامية المسلحة على كابول بسرعة خاطفة.
المخاوف الأمنية في كابول
لكن انحسار المخاوف الأمنية بعد استكمال سيطرة طالبان على البلاد فتح الطريق أمام إعادة فتح البنوك هذا الأسبوع، والتي تعتمد عليها شركات تحويل الأموال في توزيع الأموال وتحصيلها.
من جانبه قال جان كلود فرح، رئيس "ويسترن يونيون" في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، إن إعادة فتح البنوك، إضافة إلى دفع الولايات المتحدة في اتجاه تسهيل المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، منح الشركة الأمريكية الثقة لاستئناف الخدمات اليوم الخميس.
كذلك قال فرح لـ"رويترز": "كثير من أعمالنا المتعلقة بأفغانستان تحويلات أسرية وتحويلات دعم منخفضة القيمة، والتي تدعم الاحتياجات الأساسية للناس هناك، لذلك هذا هو الأساس الذي لدينا وسبب رغبتنا في استئناف أعمالنا".
وأضاف: "تواصلنا مع الحكومة الأمريكية التي أشارت إلى أن السماح باستمرار الأنشطة الإنسانية، وضمن ذلك التحويلات المالية، يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة".
تدفق الأموال
من ناحية أخرى يعد تدفق الأموال من العمال المهاجرين في الخارج شريان حياة رئيساً للعديد من الأفغان، وساعد اقتصاد واحدة من أفقر دول العالم على مواجهة سنوات من العنف وعدم الاستقرار. وتقول الأمم المتحدة إن نحو نصف السكان بحاجة إلى المساعدة وسط موجة الجفاف الثانية في أربع سنوات.
في سياق ذي علاقة بما يحدث في أفغانستان عقب انسحاب الجيش الأمريكي من البلاد بعد عشرين عاماً من الاحتلال، أبلغ مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية، رويترز، أن الولايات المتحدة أصدرت ترخيصاً جديداً يخول لها ولشركائها مواصلة تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية في أفغانستان، وذلك بعد استيلاء طالبان على السلطة.
حيث يسمح الترخيص الخاص الذي أصدرته وزارة الخزانة يوم الأربعاء، للحكومة الأمريكية والمتعاقدين معها، بدعم تقديم المساعدات الإنسانية لمن يحتاجون إليها في أفغانستان، وضمن ذلك تسليم الغذاء والدواء على الرغم من العقوبات الأمريكية على طالبان، التي تدرجها واشنطن على قائمتها السوداء للجماعات الإرهابية.
يأتي الترخيص، الذي ينتهي في 31 مارس/آذار 2022، وسط مخاوف من أن تسرّع العقوبات الأمريكية على طالبان بحدوث أزمة إنسانية في البلد الذي يعتمد بشدة على المساعدات الأجنبية.
من جانبه قال المسؤول: "هذه مساعدة إنسانية مستهدفة، الغرض منها تقديم يد العون لشعب أفغانستان"، مضيفاً أن المساعدات تلك لن تذهب إلى سلطات طالبان. ولا تعلن وزارة الخزانة عادة عن التراخيص الخاصة.
السكان يحتاجون المساعدة
إلى ذلك تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 18 مليون نسمة، أو نحو نصف سكان أفغانستان، بحاجة للمساعدة، وإن نصف الأطفال الأفغان دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، وسط ثاني موجة جفاف في أربعة أعوام.
فيما قالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها ملتزمة بالسماح باستمرار أنشطة الإغاثة الإنسانية في أفغانستان، على الرغم من تصنيف واشنطن لـ"طالبان" جماعة إرهابية عالمية.
كما قال المسؤول إن العقوبات تجمد أي أصول أمريكية للحركة وتمنع الأمريكيين من التعامل معها بأي صورة مثل المساهمة بأموال أو سلع أو خدمات.
في حين تشمل العقوبات الأمريكية إعفاءات إنسانية، يقول منتقدون إن عقوبات أمريكية مشددة مثل المفروضة على إيران وفنزويلا، يمكن أن تمنع وكالات الإغاثة من العمل في البلد؛ خوفاً من الوقوع تحت طائلة عقوبات واشنطن.
في المقابل تُوِّج هجوم شنته طالبان مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد 20 عاماً، بسيطرة الحركة على العاصمة كابول يوم 15 أغسطس/آب.
كذلك فقد تعهدت طالبان باحترام حقوق الإنسان وبعدم السماح للإرهابيين بالعمل انطلاقاً من أفغانستان. وشجعت الحركة منظمات الإغاثة على مواصلة عملها، قائلةً إن المساعدات محل ترحيب طالما لا تُستخدم وسيلة للتأثير السياسي على أفغانستان.